ستظل سنة 2013 راسخة في سجل قطاع الغابات بولاية تيزي وزو، باعتبارها فترة ميزها الحر الشديد بهذه المنطقة التي تنتشر فيها الغابات، وذلك نتيجة العدد المرتفع للحرائق المسجلة واتساع حجم الخسائر التي ألحقتها بالثروة الغابية والأشجار المثمرة، لاسيما منها أشجار الزيتون. وقد تعدى حجم الخسائر التي لحقت بالغطاء النباتي ثلثي تلك المسجلة في ظرف عشرية من الزمن، كما تؤكده حصيلة مقارنة لمحافظة الغابات خاصة بحملة مكافحة حرائق الغابات لسنة 2013، حيث سجل نشوب 234 حريقا التهم مساحة إجمالية قدرها 3 الاف هكتار من الغطاء النباتي مقابل 15.792 هكتارا أتلفتها النيران خلال العشرية الماضية. وحسب إدارة الغابات فإن الخسائر التي تكبدها قطاع الغابات بالولاية خلال صائفة 2013 كانت جسيمة بحيث تضاعفت ب4 مرة مقارنة بتلك المسجلة قبل سنتين والتي قدرت ب938 هكتارا. ولم تنج أي منطقة بالولاية من هذه الحرائق التي مست على وجه الخصوص المساحات الغابية المتواجدة بمناطق كل من عزازقة وأزفون وآيت شافة وبوزقان، حيث سجل إتلاف 800 هكتارا من الغابات لاسيما أشجار بلوط الفلين و5300 شجرة زيتون بالإضافة إلى 1020هكتارا من الأدغال 500هكتار من الأحراش. للعلم فإن الغطاء النباتي بالولاية يتربع على مساحة إجمالية قدرها 112.000 هكتار موزعة بين الغابات (48.000 هكتار) يتشكل نصفها من أشجار بلوط الفلين والأدغال والأحراش (64.000 هكتار) حيث تمثل نسبة 39 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية. وتتوزع هذه الثروة النباتية بين 11 غابة تابعة لأملاك الدولة أهمها غابات يكوران وتامقوت وبني غبري ومزرانة. وتفيد حصيلة محافظة الغابات من جهة أخرى أنه سجل إتلاف 100 هكتار من الأشجار منها 80 هكتار من أشجار الزيتون أي ما يمثل نحو، ولإعادة تشجير بساتين الزيتون التي تعرضت للتلف، وتطوير هذا الفرع الذي يعد مصدر استرزاق رئيسي محليا. فإن الولاية استفادت خلال العام الجاري من برنامج سطرته وزارة الفلاحة والتنمية الريفية يقضي بغرس ما لا يقل عن 120.000شجيرة زيتون. وتقدر الخسارة المسجلة بقطاع الغابات حسب مسؤول مصلحة حماية الحيوانات والنباتات لدى محافظة الغابات بنحو400 مليون دج منها 120 مليون دج بالمساحات الغابية لمنطقة عزازقة متبوعة بأزفون (40مليون دج) وتيغزيرت (20مليون دج). للإشارة فإن هذه الحصيلة لا تأخذ في الحسبان آثار الحرائق على النظام البيئي الذي لحقت به "خسائرجسيمة" إلا أنه يتعذر عدها حسب هذا المسؤول. كما انعكست هذه الحرائق سلبا على حملة جمع الفلين خلال الموسم المنصرم حيث تم تحصيل 1250 قنطارا من هذه المادة، في حين كان يتوقع جمع 7500 قنطار أي ما يمثل نسبة لا تتعد 17 بالمائة تقريبا من الأهداف المسطرة. وحسب المكلف بحماية الثروة الحيوانية والنباتية، فإن ارتفاع عدد حرائق الغابات بشكل ملفت للانتباه خلال السنة الجارية تسببت فيه جملة من العوامل منها ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري جويلية وأوت، وهبوب رياح جنوبية ساخنة وتراكم أغصان الشجر التي طرحت أرضا بفعل الثلوج والأعشاب اليابسة التي ساعدت على انتشار ألسنة اللهب وامتدادها إلى الأشجار. وفي غياب تحقيقات لتحديد أسباب هذه الحرائق بدقة فإن أعوان الغابات يعتبرون أنه إلى جانب العوامل الطبيعية، فإن الإنسان له ضلع بصفة مباشرة أو غير مباشرة، كما يشهد على ذلك تراجع خدمة الأرض في الوسط الريفي وانعدام اقتلاع الأعشاب اليابسة والأحراش في الوقت المناسب