كشف المخرج أحسن عصماني انه تم تهيئة عدة مناطق بولاية برج بوعريريج كمحطة أخرى من محطات تصوير فيلم اسود الجزائر عبر الوطن ، حيث تم اختيار 3000 ممثل لمختلف الأدوار من مدنيين وعساكر الجيش الفرنسي وثوار مضيفا انه تم اختيار أماكن تصوير في كل من منطقة جعافرة وبوندة وبرج زمورة ، بالتنسيق مع مجاهدي الولاية والجهات الوصية لإعادة وقائع تلك المعارك التي شهدتها منطقة برج بوعريريج إبان الثورة التحريرية والتي ضحى من خلالها أبناء المنطقة على غرار باقي مناطق الوطن بالنفس والنفيس من اجل استرجاع السيادة والاستقلال. وقال المتحدث "إن الفيلم يتطلب منا الكثير من الصبر لأننا ولأول مرة سنجسد ملحمة وطنية تخلد تاريخنا المجيد منذ مجازر 08 ماي 1945 والى غاية الاستقلال والتي سننقل من خلالها المعارك التي خاضها أبطال نوفمبر برا وبحرا " ، كما أكد عصماني أن عملية تصوير هذا المشروع السينمائي الذي وصفه بالعمل الضخم في تاريخ السينما الثورية الجزائرية لا تزال متواصلة بولاية ميلة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ وبعد الانتهاء يتم التنقل الى قالمة وقسنطينة ومختلف الولايات التي يتضمنها الفيلم وعددها 29 ولاية ،وأكد عصماني الذي يعتبر من بن المخرجين السينمائيين المختصين في المجال الثوري أن الميزانية المخصصة للفيلم تقدرب 160 مليار سنتيم يتخيلها الكثيرون بأنها كبيرة لكنها ليست كذلك مقارنة مع عظمة الثورة الجزائرية التي تستحق منا أن نخلدها بمثل هذه الملاحم التاريخية التي تحفظ ذاكرتنا الجماعية من الضياع مهما كلفنا الثمن ، خصوصا وان الدولة الجزائرية يضيف المتحدث مستعدة حاليا لكتابة التاريخ وما هذا الفيلم سوى ثمرة للتوصيات التي اقرها رئيس الجمهورية حول ضرورة كتابة التاريخ وتعريفه للأجيال القادمة ، مضيفا انه سيخلد أبطال ثورة نوفمبر الذين سقطوا في ميدان الشرف على غرار "العقيد سي عميروش وسي الحواس وكريم بلقاسم وبن بولعيد" وآخرين قدموا حياتهم من أجل تحرير الجزائر من قيود العدو الفرنسي، و وجه عصماني نداء إلى الجهات الوصية حول ضرورة الموافقة على ميزانية الفيلم مطلع السنة القادمة من اجل الانطلاق في تجسيد المشروع بدون أية عراقيل والانتهاء منه في حدود سنة 2015 ، كما أضاف المتحدث انه تم جمع العديد من الشهادات الحية حول الثورة الجزائرية في حوالي 29 ساعة من التسجيلات لاستغلالها في هذا العمل السينمائي ، كما تم العمل بالتنسيق مع الجهات الوصية في كل من البويرة وبرج بوعريريج وبومرداس وجيجل لجمع الشهادات من كبار مجاهدي الثورة التحريرية قبل فوات الأوان خصوصا وان الجزائر في كل مرة يضيف المتحدث ، تفقد العديد من المجاهدين الكبار الذين صنعوا الثورة وتذهب معهم وقائع تاريخية لا تقدر بثمن للإشارة فان المخرج عصماني من بين المخرجين المهتمين بالسينما الثورية ، حيث حاز على جائزة اليونيسكو للتسامح عن فيلمه "روني فوتيي " وكانت بداية مشواره بتجسيد فيلم باللغة الامازيغية بعنوان "من اجل الحرية" عام 1982 بمشاركة العديد من الممثلين والوجوه الفنية آنذاك ومساهمة خاصة من طرف حزب جبهة التحرير الوطني بالإضافة إلى فيلم أبطال جرجرة سنة 1987 وغيرها من الأفلام والأشرطة الوثائقية حول ثورة التحرير .