هو موعد تأخر عن موعده لكن عاد و بعودته جاء ليرثي فقيد الأمة العربية الشاعر المصري "أحمد فؤاد نجم"، الذي كرم في حياته في هذا الفضاء و كان ذلك في سنة 2009 في إطار عاصمة الثقافة العربية و هي أخر زيارة كانت للراحل جمعته بالجزائر، أم هذه السنة فقد احتضن نفس الفضاء تأبينته التي حضرتها العديد من الوجوه الأدبية و الفكرية و الإعلامية. استهل فضاء صدى الأقلام موسمه الجديد بوقفة استذكارية، عادت بالحضور من أدباء ومثقفين أول أمس، إلى مسيرة إبداعية نضالية صنعها فقيد الساحة الأدبية العربية احمد فؤاد نجم، الذي شبهه الروائي أمين زاوي بالمناضل والروائي كاتب ياسين فيما يخض رابطتهما الإنسانية وقال أنه كان شديد التأثر به، وقال أن نجم طوع أفكاره الثورية من أجل أن تحي الأمم العربية حرة مستقلة، مشيرا إلى أن اللغة الفرنسية التي كان يتكلم بها كاتب ياسين، واللغة المصرية لأحمد نجم لم تمنع من اتحاد أفكارهما المشبعة بحب الإنسانية والسعي لتحقيقها، مضيفا أن نجم أعطى درسا حول تجربة علاقة السياسة بالأدب. ومن جهته، عاد الروائي أحمد ساري بالحضور، إلى سنوات السبعينات أين كان فؤاد والإمام يقومان بأمسيات شعرية لتفعيل الوعي الثوري، وقال أنه استعمل الكلمة لإعلاء لرفع راية الحق وتنوير العقول، مشيرا إلى أن مبدعين أمثال أحمد فؤاد نجم لا يموتون بما أنهم تركو رصيدا ثريا خالدا وأن التكريم ما هو إلا إحياء لمسارالراحلين. من جهته، تحدث الشاعر أحمد حمدي عن الفقيد الملقب ب :سفير الفقراء" والعلاقة الحميمة التي كانت تربطه بالجزائر وقال: "حينما خرج أحمد فؤاد من سجن السادات بسبب مواقفه ضد الدكتاتورية أريد به النفي إلى باريس حينها اختار الراحل الجزائر ، والذي كان دائما يسأل عن خيرة الأسماء على رأسها قديسة المناضلين جميلة بوحيرد ، وكاتب ياسين ..."وقال أن الفقيد كان يحب البساطة وهو ما شده إلى الجزائريين الذين لمس فيهم هذا الجانب، مؤكدا أن نور نجم لن ينطفئ لأنه ترك أعمالا قيمة ستبقى مخلدة لذكراه . شارك في الأمسية عدد من الأسماء الأدبية الفاعلة والفنانين الذين اعتبروا الحضور لتأبين أحمد فؤاد نجم أقل واجب تجاه هذا الاسم الكبير، وما زاد الجو شاعرية هي الألحان التي انبعثت من عود الفنان فؤاد ومان الذي عزف مقطوعات عبرت عن حجم خسارة الساحة الأدبية برحيل فؤاد نجم، كما عبرت عن فخر واعتزاز الأدب العربي باحتوائه قامة لن يخمد نورها.