صرح الكاتب والروائي أمين الزاوي، أنه لن يكون هناك وجود للأدب دون وجود جلسات تتحدث عنه وتناقش الموضوعات المتعلقة به، مثمنا اللقاء الذي اعتبره مبادرة تؤكد دور الأدب. وأوضح أمين الزاوي، خلال ندوة صحفية نظمتها جمعية "نوافذ ثقافية" حملت عنوان "مكانة الأدب في المجتمع الجزائري"، أن دور الأديب يتجاوز إنتاج نصوص أدبية جميلة، إلى صناعة القارئ، وبالتالي يمكن تسميته أديبا ناجحا. زينب.ب ويعطي صاحب "نزهة الخاطر"، مثالا عن البلدان الأوروبية، حيث يؤكد أنها تعمل على تنشيط الحياة الأدبية داخل المدارس والثانويات، وبهذه الطريقة السوسيولوجية للأدب والأدباء داخل المؤسسات التربوية يمكن اكتشاف مواهب جديدة، في حين أنه عندنا تدفن المواهب في هذه المرحلة ؟. وتحدث الزاوي أيضا عن الإعلام الثقافي الذي لا يؤدي دوره كما يجب، فلا نجد أبدا عنوانا لرواية معينة في الصفحات الأولى للجرائد، على الأقل كانت ستلفت انتباه المتلقي الذي سينتابه الفضول على الأقل لمعرفة ما تحويه الرواية. وتابع الزاوي، بأن الأدب الجزائري منذ الستينات إلى غاية اليوم، قد عاش سجينا لموضوعات معينة، بحيث أصبح بعد ذلك مبرمجا خاصة فيما يتعلق بالثورة الجزائرية، وخلال الاشتراكية تحول الأدب إلى هامش من هوامش سياسة النظام، والأسماء الأدبية الكبيرة لم تكن خارجة عن هذا النطاق، غير أن الطاهر وطار فعل ذلك من خلال "عرس بغل" و"الحوّات والقصر"، "الضابط والزنجية" ولن ينسى التاريخ هذه العناوين، مضيفا أن الأدب اختص أيضا بالعشرية السوداء، فهناك أكثر من 463 رواية مكتوبة عن هذه الفترة. وفي حديث عن الخروج عن النطاق، أشار الزاوي إلى روايته "التراس" و"الدنيا في وهران" التي أصدرها خلال الثمانينات، حيث تطرق للشوارع الخلفية والحياة المظلمة لوهران بكل ما تحمله من تعاط للمخدرات وعهر وغير ذلك من الآفات الاجتماعية، وحينها اتهم بأنه كاتب برجوازي كسر الواقع. وأشار الزاوي، أن هناك تربصات للأدب في العالم العربي، خاصة بالنسبة للجوائز، فلم يعد لدينا طه حسين، نجيب محفوظ في الرواية ولا سعيد عقل في فلسفة الشعر. وخلص صاحب "لها سر النحلة"، أن الأدب الذي لا يخرج عن الطاعة ولا يكسر الطابوهات والمقدسات التي قدستها الأنظمة حتى لا تخلق التشويش، والذي لا يؤسس لمسار آخر غير السياسي لا يستطيع أن يحقق حضورا في المجتمع ولا يستطيع صناعة قارئ، مضيفا أن الأديب نبيّ لم يوحى إليه فهو لا يكتب لمن حوله فقط بل يكتب بشكل الوهم في الأدب. من جهته تحدث الكاتب والمترجم، الدكتور محمد ساري، عن مراحل الرواية الجزائرية التي بدأت برواية الثورة الجزائرية، وشهدت فترة الثمانينات انتقالا من الحماس والإعجاب بالاشتراكية إلى خيبة أمل، فالشعارات كبيرة بينما الواقع لا يعكس هذا الحماس والتفاؤل الكبير. وأضاف الدكتور ساري، أنه خلال العشرية السوداء تغير المجتمع، وانفضحت الشعارات التي كانت تقول أن المجتمع في تطور، كما كانت الفرصة سانحة لمنابر التعبير عن الرأي، ولكن بالمقابل تناقضات المجتمع كانت كبيرة فوقع صدام بين الآراء المتعددة، وأنتجت هذه الفترة الأدب الاستعجالي مثل عيسى خلادي، ولكن هذه الكتابات قيل أنها شهادات ومنشورات سياسية أكثر من كونها كتابات فنية. وقال ساري، أن الأدب الجزائري، رغم تنوعه بين المجتمع والثورة الجزائرية والعشرية السوداء إلا أنه ملتزم في عمومه.زينب.ب