في أمسية امتزج فيها الفن الراقي و الأدب و احتضنتها قاعة كاتب ياسين بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، قدمت أول أمس المجاهدة زهرة ظريف بطاط كتابها "مذكرات محاربة في جيش التحرير الوطني -المنطقة الحرة الجزائر"، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي، إلى جانب العديد من الوجوه السياسية و الفنية و الإعلامية. المجاهدة زهرة ظريف بطاط و التي سبق لها و أن احتفت بها العديد من الفضاءات الثقافية لتقديم كتابها و كان أخرها منتدى الشهاب الذي تنظمه دار الشهاب للنشر و التوزيع، نزلت هذه المرة ضيفا على فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني، و التي اكتسى حلة جديدة أولا بانتقاله من قاعة الحاج عمر إلى قاعة كاتب ياسين إلى جانب الديكور الذي كان مختلفا، و ما ميز هذا العدد أيضا ، هو الموسيقى التي كانت تحت إشراف العازف أمين و التي رافقت كل مجريات اللقاء بما فيها القراءات التي قدمها كل من الممثل إبراهيم شرقي و الفنان أحمد بن عيسى. و في كلمة لها التي جمعت فيها بين الأسباب التي دفعتها لكتابة مؤلفها و بين حول ما تضمنه الكتاب قالت " هذا الكتاب هو ثمرة إحساسي بمسؤولية تدوين ما عايشته إبان الثورة الجزائرية من جهة و من جهة أخر نتيجة إحساسي بالمكائد التي مازالت تحيكها فرنسا لضرب استقرار الجزائر" مضيفتا "إن هذا الشعور لازمني منذ مشاركتي في ملتقى "مارينيان" بمرسيليا السنة الماضية". كما أشارت زهرة ظريف بيطاط إلى أن من الأسباب التي دفعتها أيضا إلى كتابة مؤلفها هو إحساسها بضرورة ترك شيء للأجيال، وقالت: "بعد أن رحلت صديقتي وأختي في النضال سامية لخضاري دون أن تدون شيئا عما عاشته في الثورة ، أدركت انه يجب علي أن اكتب قبل أن ارحل أنا كذلك"، موضحة من جانب أخر إلى أن الكتاب ليس سيرة ذاتية ولا رواية ولا عملا تاريخيا، بل هو نتاج استجابة لحاجة إلى تدوين شهادة تاريخية، بعد أن لاحظت أن جيل اليوم، يكاد ينسى كل ما بذل من أجل استقلال الجزائر. و الكتاب حسب ما ذكرته مؤلفته التي تسعى إلى ترجمته إلى اللغة العربية ،يحكي قصة حياة امرأة منذ ولادتها إلى يوم دخولها صفوف الحركة الوطنية، ينقل للجزائريين صورة إنسانية لمجاهدة، سافرت إلى العاصمة وهي تحمل إلى جانب أمتعتها مسؤولية اجتماعية وإرثا من العادات والتقاليد، كما يتطرق حسب ظريف دائما إلى العلاقات التي كانت تربط بين المجاهدين و المجاهدات و هي علاقة تقول المتحدثة أخوية محضا مقصدها الأول و الأخير هو النضال من أجل السيادة الوطنية. كما شهد اللقاء تقديم انطباعات حول المجاهدة زهرة الظريف و كل أشاد بما قدمته هي وزميلاتها من شاركنها النضال في نيل الحرية و الاستقلال الذي لم يكن سهلا، كما أثنى العديد من الحضور على تجربته في كتابة مذكرتها التي وثقت لمرحلة عشتها الجزائر. و قد اختتم اللقاء الذي حضرته وزيرة الثقافة خليدة تومي إلى جانب العديد من الشخصيات الأدبية و السياسية، بمشاركة المجاهدة زهرة ظريف في الاحتفال بعيد ميلادها