*- هناك لوحات تموت في صمت وفنان الولايات الأخرى بحاجة إلى فضاءات عرض زينب بن سعيد بدا شغف الفن واضحا على وجه الفنان التشكيلي فاروق بن عبد الرحمان، حيث عاش معه قصة حب دامت أكثر من 18 سنة ولييزال ، مؤكدا أن له عالمه الخاص الذي اختاره منذ أن أصبح يتواعد مع الفن التشكيلي. وظهر عشق فاروق بن عبد الرحمان للفن بوضوح عندما عبّر بكل مشاعره عن اللوحات المعروضة برواق الفنون "عائشة حداد" في حديثه ل "الجزائر الجديدة"، أن الفن يسري في عروقه، فهو موهبة قام بصقلها، لأن العصامية في نظره لا تكفي حيث لابد من أن ترافقها دراسة نظرية يحدد بها الفنان النوع الذي يستقر عليه. وأوضح بن عبد الرحمان في سياق حديثه ، أن الفنان في بداياته يجرب كل الأنواع حتى يكتشف في الأخير النوع الأقرب إلى روحه، مشيرا أنه بعد تعرفه على كل الأنواع الفنية اكتشف أنه يميل إلى التجريدي الرمزي. وتحسّر الفنان التشكيلي على ضياع أول لوحة فنية له قبل 18 سنة، حيث عرضها بقاعة ابن خلدون وهو لا يزال طالبا بالثانوية، مضيفا أنه سيسعد كثيرا لو يجدها يوما ما، فحوالي 300 معرض عرض فيه 3 آلاف لوحة لن تكون مكانتها بمكانة أول لوحة. وعن لوحاته، شرح الفنان بن عبد الرحمان، أنه في كل مرة يخصص موضوعا معينا لمجموعة معينة، مشيرا أنه في كل مرة يعالج قضية سياسية، ثقافية، ونفسية، مضيفا أنه عرض لوحاته في مختلف المعارض بالجزائر المحلية والدولية. وفي إجابة منه عن دور الإعلام في التعريف بالفنانين، أكد بن عبد الرحمان، أنه دخل إلى عالم الصحافة بتخصص النقد الفني من خلال فنه، مشيرا بقوله "لو لم أكن فنانا تشكيليا لمَا وجدت فيَّ صبغة الإعلام"، مضيفا أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في إظهار الفن والفنانين، ورغم صعوبة التغطيات الصحفية خلال العشرية السوداء التي عصفت بالجزائر إلا أن الإعلاميين اليوم يقومون بدورهم على أكمل وجه. وقال الفنان التشكيلي، أن الفنان المحترف يحتاج إلى جمهوره بقوة، مشيرا إلى أن الجزائر بحاجة إلى توسيع فضاءات العرض في كل مناطق الوطن، فإن وجدت بالعاصمة هي غير متوفرة في الولايات الأخرى، مؤكدا أن هناك فنانين ولوحات تموت في صمت قبل أن تصل للجمهور، فالكثيرون لهم بصمة عالمية في الفن غير أنهم لا يملكون مساحات يعرضون فيها إبداعاتهم وليس لديهم فضاءات ليتواصلوا مع الجمهور، فالفنان لابد أن يحتك بجمهوره لأنه مرآة عصره. الفنان التشكيلي بن عبد الرحمان فاروق، خريج مدرسة الفنون الجميلة، وتقني سامي في إعلام التسيير، بالإضافة إلى كونه صحفيا متخصصا في النقد الفني، قد شارك في معارض مختلفة، حيث عرض لوحاته بالمركز الثقافي الايطالي نوفمبر المنصرم، وبالدار البيضاء بالمغرب في 2013، ومراكش في 2011، وكذا معرض مشترك برواق "محمد راسم" سنة 2012، ومعرض آخر بوزارة الشباب والرياضة سنة 2006. يذكر أن معرض الفنان التشكيلي فاروق بن عبد الرحمان يستمر إلى غاية 10 فيفري المقبل برواق الفنون "عائشة حداد". من جهة أخرى، لم يشأ الفنان بن عبد الرحمان أن يفوّت الفرصة دون أن يشكر المكلف بأروقة العروض بمؤسسة فنون وثقافة بن سعدية الذي سيحال على التقاعد خلال هذا الشهر تاركا فراغا لا يسده إلا الإبداع الصادق والتفاني في العمل من قبل مسؤولي هذه المؤسسة الكبيرة فنون وثقافة ، مضيفا أنه كان سعيدا بالعمل إلى جانبة طيلة 15 سنة كانت عامرة بشتى المعارض الهادفة .