يستضيف رواق الفنون "عائشة حداد" بشارع ديدوش مراد، معرضا فنيا للرسام "العايب بشير" يدوم من 23 سبتمبر إلى غاية 06 أكتوبر. المعرض يضم حوالي 24 لوحة تتسم بطابع "سوسيو سياسي" استقاه الفنان من الواقع. «العايب بشير" فنان تشكيلي يبلغ من العمر 54 سنة، درس بمعهد الفنون الجميلة وتحصل على شهادته سنة 1981. شارك في العديد من المعارض الجماعية بالجزائر، فرنسا، ليبيا وروسيا ليقرر تنظيم معرضه الخاص بعد مرور ثلاثين سنة من الإبداع. "هذا أول عرض فردي لي منذ 30 سنة، صحيح أني اتجهت للحياة الاجتماعية والعملية وانقطعت عن الساحة الفنية، إلا أني بقيت مواضبا على الرسم طوال هذا الوقت خلال اشتراكي بمعارض جماعية نظمها معهد الفنون الجميلة داخل الوطن وخارجه". وقد نوع الفنان التشكيلي بين عدة أساليب فنية في عرضه مستخدما ألوانا داكنة، أو مكتفيا بكلاسيكية الأبيض والأسود "استخدمت ألوانا داكنة كالرمادي والأزرق الغامق، لأني أصف المعاناة الداخلية للآخرين، ما زلت لم أختر الأسلوب الفني المناسب بعد، فأنا بصدد تجربة العديد من الأنواع مثل الرسم بالحبر، النحت، والتقشير، وكل هذه الأنواع تندرج ضمن ما يسمى "الرسوم الاكريدية"، التي تعتمد على الألوان المائية دون غيرها". إضافة للوحات التي تصور رجالا، نساء، وحتى أطفالا مربوطين داخل أكياس (والتي بررها الرسام بكونها "طريقة تصور عجز المواطنين في المجتمع")، يشد بال المتجول داخل قاعة "رواق الفنون عائشة حداد"، الرسوم المتنوعة لحيوانات "الحصان، الجمل، والقرد"، حيث أكد الفنان أن معرضه "سوسيو سياسي"، يكتسي الطابع الرمزي "أردت إضفاء الرمزية في لوحاتي، وكل حيوان يمثل نوعا من الناس، الأحصنة تمثل الشعب عامة، الجمال تمثل الشعب العربي خاصة، أما الشمبانزي يمثل السلطة أو القوة الحاكمة.. ومعظم الشعوب "الأحصنة" صورتها راكعة أو ممدة وهذا يصور عجزها ورضوخها". عبر 24 لوحة جسد الفنان التشكيلي العديد من الظواهر الاجتماعية وطرح العديد من الاشكاليات، ففي إحدى اللوحات "سعادة قصيرة" يصور الرسام حصانا يركض وراء فراشة، وفيها وصف سعادة الشعوب بعمر الفراشة لا تدوم طويلا لتموت وتعود مأساتهم من جديد. أما في لوحة "اليويو" قدم لنا صاحب المعرض صورة شامبانزي يلعب اليويو، طريقة طريفة عبر بها الفنان عن "أسلوب المد والأخذ" الذي تتعامل به السلطة مع شعوبها. هذا ووصف الرسام "شجرة الزيتون ذات الندوب" بأقرب اللوحات إليه قائلا إنها تمثل تاريخ الجزائر التي عايشت العديد من الحضارات والحروب على مر الزمن وخرجت منها بجراح وندوب"، كما تحدث عن "لوحة الكرامة" هي الأخرى بمشاعر متضاربة، وهي لوحة تصور صرحا عاليا ملونا بالأحمر، الأبيض، والأخضر يجلس فوقه حصان راكع. حيث شرح الفنان الرسمة مؤكدا أن الدول تتسابق لبناء أعلى الأبنية بينما شعوبها تشعر بالذل طول الوقت.