قال عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في أخر خرجة إعلامية له أمس عبر إحدى القنوات الفضائية إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا يقصده ولا يقصد الحزب العتيد في التصريحات التي أدلى بها أول أمس. وأوضح المتحدث في تصريح مقتضب أن القاضي الأول للبلاد طالب في رسائله من الجيش أن لا يقحم نفسه في السياسية. وجاءت تصريحات الرئيس بعد قرابة أسبوعين من الجدل حول تصريحات سعداني المثيرة، وقرر أول أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الخروج عن صمته ليضع حدا لكل التأويلات التي أثارت الفتنة داخل عقر دار جهاز الأمن والمخابرات. تصريحات القاضي الأول للبلاد فتحت الباب أمام العديد من السيناريوهات المحتمل وقوعها في غضون الأيام المقبلة أهمها رحيل من هز قصر المرادية وزعزع أركان الدولة من خلال فضحه لما يجري خلف الكواليس، عمار سعداني وهذا بعد تمكن خصومه من الحصول الترخيص من ولاية الجزائر وتكون بذلك ساعة الحسم قد دقت لصالح من رغبوا في القضاء عليه منذ انعقاد دورة اللجنة المركزية في 29 أوت الفارط، وبإعلان الرئيس عن تبرأه من تصريحات سعداني ويكون بذلك الجناح الرافض لتواجد سعداني على رأس الأمانة العامة للأفلان قد كسب لصالحه ورقة رابحة سيستند عليها في مسعاه. وجاءت خرجة الرئيس الغير المنتظرة في ظرف وصفه البعض بالحساس جدا في تاريخ الحزب والتي تزامنت مع تاريخ انتفاضة أغلبية أعضاء اللجنة المركزية ضد سعداني، الأمين العام للأفلان الذي نقل الصراع القائم بينه وبين خصومه في الحزب عبد الكريم عبادة، وعبد الرحمان بلعياط، المنسق السابق للمكتب السياسي إلى القصر الذي يتربع عليه الرئيس بوتفليقة منذ 15 سنة كاملة. وهناك من اعتبر أن الحداد الذي أعلن عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إثر تحطم طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية سيكون بمثابة هدنة للأجنحة المتخاصمة في الحزب يمكن من خلالها التوصل إلى اتفاق يقضى بحل النزاع القائم