دعت مجموعة من الشخصيات الوطنية، يتقدمهم، الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، بلعيد عبد السلام، رئيس الحكومة الأسبق، إلى تأسيس لجنة وطنية لتقصي الحقائق والإصلاح، بولاية غرداية التي تواجه أزمة غير مسبوقة وخطيرة، على أن تمثل كل الأطراف المعنية، مهمتها تشخيص أسباب الأزمة الحقيقية والشروع في الحوار، تنتهي بإيجاد الحلول الدائمة للمشاكل العالقة. الدعوة جاءت في نداء وجهت مجموعة من الشخصيات مكونة من الدكتور أحمد طالب إبراهيمي، الدكتور مسعود آيت شعلال، محمد مسن، بلعيد عبد السلام، عبد الوهاب بكلي، الدكتور محمد أبوالعلا، عبد الرحمان حاج الناصر ويحيى حمدي أبواليقضان ومحمد رزوق، وقد جاء تشكيل اللجنة، حسب أصحاب النداء بعد وقوفهم على تأزم الأوضاع بولاية غرداية واستمرار حالة الطوارئ بالولاية على أكثر من صعيد، وحمل البيان المعنون ب"نداء للسلم والوفاق في وادي ميزاب"، أنه من الضرورة بمكان أن تصدع كل أصوات الحكمة والوطنية في ميزاب وخارجه، لتدعوإلى العفووالتسامح، ووصف أصحاب النداء الوضع بغرداية، بالمؤامرة التي لابد من فضحها وقطع الطريق أمام المفسدين والمخربين، وأكدوا أن السبب وراء تلك الأزمة هو البحث عن مصالحهم بدون اكتراث للسلم والوحدة الوطنية. وأضاف البيان أن الحوادث الخطيرة والمتكررة التي تهز كيان منطقة ميزاب، تثير قلقا شديدا في نفوس كل المواطنين المؤمنين والمتمسكين بصدق بوحدة وطننا وبالسلم المدني، مضيفة أن المواجهات العنيفة بين الإخوة، وعمليات التخريب الرهيب التي تقع في ميزاب قد تؤدي إلى فتنة حقيقية بتبعياتها المأساوية سواء على النطاق الجهوي أوالوطني. واستعان أصحاب البيان بعبارة من القرآن "الفتنة أشد من القتل"، مسترجعين التاريخ المشرق للولاية ونشأة سكانها على المبادئ العربية والإسلامية، معتبرتها جزء لايتجزأ من الجزائر، وأضاف البيان "على هذا الأساس، فإن كل سكان وادي ميزاب جزائريون كاملوالحقوق بدون أي تمييز، فلهم الحق الكامل للعيش في أمن وسلام، تحت حماية القانون والعدالة التي تضمن لهم حرمة النفوس والممتلكات". وأشارت المجموعة أنه لا يعقل أن الذي كان ممكنا منذ قرون، لا يستمر في الجزائر بعد استقلالها، موضحة أن ميزاب هي من أجمل نواحي وطننا، وأكثرها تدينا ومسالمة، فلا بد أن تبقى من أحسن الأمثلة في الوفاق الذي هوإسمنت الوحدة الوطنية"، وواصل أنه مهما كانت المميزات التي تتمتع بها الجماعات التي تسكن ميزاب، فلا شيء يبرر مطلقا التعديات والمواجهات التي لا يقبلها عقل ولا شرع، والتي يتصادم فيها مواطنون يؤمنون بنفس المعتقدات الإسلامية ويتشبعون بنفس القيم العربية الإسلامية، على حد تعبير أصحاب البيان، حيث استنكرت المجموعة المساس بحرمة المقابر والنهب وحرق المباني العمومية والخاصة، وقد خلصت المجموعة للقول، أن هناك مكرا ومناورات لأيادي إجرامية "مافياوية" ولمغامرين يزرعون الشقاق والتفرقة والفساد، بتلك الممارسات التي تعينهم على متاجرات خسيسة من كل الأنواع، مناهضة للصالح العام".