دخلت "الرهينة" ، أمس الأول للمسرح الجهوي لباتنة ،رهان المنافسة حول جائزة "كلثوم" بالمهرجان الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، الذي تجري فعالياته منذ الثاني من هذا الشهر فوق خشبة عز الدين مجوبي بعنابة. هي سلسلة من القيود، حاصرت مخيلة تلك الشابة التي حكم عليها بالاستعباد لحظة ولادتها أنثى، تلك الأنثى التي أخضعتها التقاليد و الأعراف للرضوخ لسلطة الجنس الخشن،أبا، أخا ثم زوجا الذي خول لنفسه بتفويض من مجتمعه أن يمنعها حريتها، الحرية التي تبحث عنها الشابة طوال حياتها، بتجريب محاولات شتى للهروب من تلك القيود، التي تبوء كلها بالفشل، أدت في النهاية إلى غلق مكان المفتاح الذي يصعب النفوذ منه. هي مشاهد متشابهة جاءت كما هي عليه في النص الذي كتبه "محمد بويش" على شكل خواطر، طغت عليه فوق الخشبة صفة الموندرام، حاولت المخرجة "نبيلة إبراهيم" في محاولة احترافية أولى للإخراج تجسيده على الركح الذي حركه بلغة شعرية موسيقية فصيحة كل من "مسعودي نوال"و "محمد الطاهر الزاوي" الذي يخلق بتسلطه نوعا من الصراع وسط فضاء غير واقعي تتجلى حلقته المفرغة في عدم امتلاك الرهينة القدرة على الخروج من تلك القيود الممثلة كلها في الرجل. المسرحية عرضت لمدة خمسين دقيقة وسط ديكور إيحائي بمجموعة المقافل و المفاتيح، جاءت لتصوير حقيقة معاشة، مستحضرة بشاعة الجاهلية الأولى التي سلبت المرأة حقها في الحياة التي يقودها العنصر الذكوري فقط، و الذي أبقى هاته الفئة حبيسة معتقادات خاطئة.