تعتبر بلدية الاربعطاش الواقعة غرب ولاية بومرداس منطقة نائية تكثر فيها التجمعات القصديرية، ويعاني قاطنوها من غياب مختلف ضروريات الحياة على غرار انعدام شبكة الغاز الطبيعي في مختلف الإحياء، والتذبذب في التزود بالماء الشروب...، ومن جهتها السلطات المسؤولة قامت ببرمجة عدة مشاريع حيوية لتحسين معيشة السكان منها ما هو في طور الانجاز وأخرى سترى النور قريبا. بلدية الاربعطاش هي ذات طابع فلاحي بنسبة أكثر من 70 بالمائة تبلغ مساحتها أكثر من 32 كلم مربع، بتعداد سكان يتجاوز 19356 نسمة حسب إحصائيات سنة 2008، تبعد عن عاصمة الولاية بومرداس بحوالي 30 كلم، حظها من التنمية لم يكن وفير طيلة السنوات الماضية حسب المعنيين لعدة أسباب خاصة الأمنية وهو ما أدخل قاطنوها في عزلة تامة وحرمهم من أبسط الحاجيات. حي أولاد معمر معاناة يومية بسبب غياب مدرسة ابتدائية حي أولاد معمر الذي يعد من أكبر التجمعات السكانية في البلدية يضم حوالي 1700 نسمة، غير أن معانات قاطنيه لا تنتهي تبدأ بنقص مادة أساسية وهي أحد عناصر الحياة بسبب التذبذب الحاصل في التزود بالماء الصالح للشرب والذي حسبهم لا يزور حنفياتهم إلا أسبوعيا رغم حاجتهم الماسة له. يضاف له انعدام شبكة الغاز الطبيعي رغم طبيعة المنطقة الجبلية المعروفة ببرودتها الشديدة في فصل الشتاء، هذا الحرمان أجبرهم على اللجوء إلى استعمال قارورات غاز البوتان والتي لا تكفي لسد حاجياتهم المتعددة مابين الطهي والتدفئة، ولهذا تجد الكثير منهم يلجأ إلى استعمال الطرق التقليدية كالاحتطاب بسبب عدم قدرته على تحمل تكاليف هاته القارورات. مشكل أخر طرحه السكان وهو غياب أبسط الأدوية عن قاعة العلاج المتواجدة بحيهم والأكثر من ذلك أنها تغلق أبوابها في حدود منتصف النهار ما يضطرهم إلى اللجوء لطلب العلاج بمركز البلدية، لأولياء أيضا لديهم معاناتهم الخاصة بسبب غياب مدرسة ابتدائية بل اقتصر الأمر على وجود بعض الأقسام الدراسية تعود إلى سنوات الستينات وتغيب عنها التدفئة وهي لا تستوعب جميع التلاميذ ، ما يضطر الأولياء للتكفل بنقل أبنائهم يوميا للدراسة في مقر البلدية بالرغم من بعد المسافة، وعدم قدرة التلميذ على تحمل هاته المشقة يوميا. ولهذا يطالبون من الجهات المسؤولة للإسراع في برمجة مشروع مدرسة ابتدائية للحد من المعانات التي يتخبط فيها التلاميذ. كما طالب الشباب ببرمجة مشروع ملعب ليكون بمثابة متنفس لهم يمكنهم من قضاء أوقات الفراغ في ممارسة هواياتهم المفضلة خاصة في ظل شح المشاريع والمرافق الشبانية في المنطقة، الطريق الرئيسي هو الأخر وصل إلى حالة متدهورة بسبب أشغال شبكة الصرف الصحي وهو ما تسبب في استياء السكان وأثر سلبا على حال مركباتهم ويزداد الوضع خطورة في مدخل الحي أين تحدث عدة حوادث مرور يوميا. إلى جانب الإعطاب المتكررة التي تشهدها الإنارة العمومية حيث يقول أحد التجار أن هذا الوضع حرم السكان من الخروج من مساكنهم ليلا حتى لأداء صلاة الفجر والعشاء بسبب الظلام الدامس وخوفا من الاعتداءات. إضافة إلى مطلب إنشاء ملحق بلدي للتخفيف من معانات السكان خاصة كبار السن. التجمعات القصديرية تغزو حي بن هارون تعيش أكثر من 100 عائلة في حي بن هارون داخل تجمعات قزديرية تنعدم فيها أبسط ضروريات الحياة، بعد أن جاءت هاته الأسر من كل مكان نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في السنوات السابقة ما أدى بمعظم القرويين إلى النزوح إلى المدينة وتشكل هذا الحي منذ أكثر من 20 سنة وبدا يكبر تدريجيا. معانات عديدة يتخبط فيها هؤلاء داخل أكواخ لا يتعدى طولها المترين سقفها مغطى بصفائح الزنك، ولا توجد فيه راحة لا صيفا بسبب الحرارة الشديدة، ولا شتاءا بسبب البرد القارص. دون الحديث عن قطرات الأمطار التي تتسلل يوميا ما يؤدي إلى تبلل جميع الأثاث والرطوبة شديدة، ويضيف السكان أن هذا الوضع تسبب لهم في عدة أمراض وخاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن كالربو والحساسية وغيرها من الأمراض المزمنة. ناهيك عن غياب شبكة الصرف الصحي وما تولد عنه من ظهور عدة حشرات وحيوانات ضالة، دون الحديث عن الروائح الكريهة التي تخلفها، ويتطلع هؤلاء إلى سكنات جديدة على أحر من الجمر للخروج من هاته المعانات التي تتزايد يوم بعد أخر . كما أبدى سكان حي بوهارون استيائهم من التذبذب الحاصل في التزود بالماء الشروب، و انعدام الغاز الطبيعي، اهتراء الطرقات وأرضية الملعب البلدي التي ما تزال ترابية منذ أكثر من 10 سنوات ما تسبب في معانات شباب البلدية، الذين طالبوا بتغطيتها بالعشب وبمسبح بلدي. غياب محطة نقل يثير استياء السكان ويشتكي سكان الأربعطاش أيضا من النقص الفادح في خطوط النقل الرابطة بين البلديات المجاورة، ناهيك عن الغياب الكلي لمحطة لنقل المسافرين على مستوى البلدية، ما اضطر الناقلين إلى اتخاذ أحد الأرصفة كمحطة، الأمر الذي انجرت عنه حالة من الفوضى والازدحام، وشكل عبئا ثقيلا على كاهل المسافرين، فلا توجد هناك أدنى المرافق التي توحي بأن المكان عبارة عن محطة للمسافرين، بالإضافة لانعدام خط رابط بين البلدية وعاصمة الولاية. وأمام هذا الوضع يناشد سكان هاته البلدية الجهات المسؤولة للإسراع في انجاز مشروع محطة النقل قصد الحد من معانات المواطن. مشاريع متنوعة لتحسين معيشة المواطن قصد النهوض بهاته البلدية النائية التي عانت كثيرا في السنوات الماضية قامت السلطات المسؤولة ببرمجة مشاريع متنوعة في عدة قطاعات كالسكن والشباب والتهيئة من بين المشاريع السكنية الموجهة للقضاء على السكن الهش نجد 200 وحدة في صيغة الاجتماعي إلا يجاري، و190 وحدة أخرى بنفس الصيغة، ببن هارون. إلى جانب المركب الجواري الرياضي الذي دخل حيز الخدمة مؤخرا . ومن بين أهم هذه الفضاءات التي يضمها هذا المشروع الذي أنجز في عقار هام يقع بوسط المدينة قاعة متخصصة للرياضات القتالية والجماعية، وقاعة رياضية متعددة الخدمات والنشاطات. وملعب لكرة القدم، وأخر لكل الرياضات ككرة اليد والسلة والطائرة. كلف ميزانية 09 ملايير سنتيم واستغرق انجازه 14 شهر، كما سيستفيد الملعب البلدي من التغطية بالعشب الاصطناعي حسب المسؤولين، كما تدعمت بمشروع انجاز مقر البلدية الجديد، وأخر متعلق بشبكة التطهير على طول 3192 م وتمس حوالي 2100 بحي أولاد معمر، كما سيستفيد هذا الحي من إعادة تهيئة الطريق الرئيسي بعد الإضرار التي لحقت به جراء عملية الحفر بسب أشغال الصرف الصحي وشبكة الألياف البصرية حسب تعليمات والي بومرداس الذي أمر أيضا بضرورة إصلاح إعطاب الإنارة العمومية وانجاز أعمدة أخرى إن اقتضى الأمر، وبخصوص مشكل المدرسة الابتدائية والتي تتوفر فقط على 03 أقسام لا تستوعب عدد التلاميذ، فأعطى تعليمات باختيار قطعة أرض والتي إن كانت فلاحية سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وأن تمت الموافقة عليها من قبل الوزارة تنجز مدرسة سنة 2015، ومشاريع أخرى للقضاء على التذبذب في التزود بالماء منها خزان مائي بسعة 2000 م مكعب ببن حرشو.