أكد المدير العام للبحث العلمي والتطور التكنولوجي عبد الحفيظ اوراغ أن الجزائر ستتوفر على نظامها البيوميتري المحلي المحض بعد حوالي خمس سنوات وستكف عن استيراد تكنولوجيا البيوميترات . وأوضح أوراغ في تصريح للصحافة، أمس على هامش المدرسة الصيفية للبيوميترات ان مشروع وضع نظام بيوميتري جزائري محلي يتقدم وان ما تبقى منه يتطلب سنتين او ثلاثة من العمل وسيسمح بانتاج نظام محلي 100 بالمئة بعد خمس او ست سنوات. وأشار في هذا الصدد الى ضرورة استقلال كل دولة من ناحية النظام البيوميتري، موضحا ان بطاقة التعريف البيوميترية وكل الوثائق البيوميترية " يجب ان تخلق في الجزائر من الشريحة والبرنامج وحتى المادة البلاستيكية التي توضع فيها الشرائح". وجدد التأكيد ان النظام البيوميتري لا يستورد بلا يجب ان يكون محلياوان تكون الدول مستقلة في وضعه حتى لا تقع في مشاكل اذا ما حدث سوء تفاهم مع البلاد المصدر.واضاف المسؤول أن الجزائر تعمل على التحكم في كل مكونات النظام البيوميتري من ناحية المواد والتكنولوجيات وشبه النواقل والبرامج وكل وسائل الاعلام الالي المستعملة حتى تتمكن من وضع نظامها البيوميتري الخاص. وأشار أيضا إلى ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل بالتنسيقمع وزارة الداخلية التى قال انها "وضعت الثقة في الكفاءات الجزائرية" مؤكدا ان هذه الاخيرة "قادرة على رفع هذا التحدي". واوضح في نفس السياق ان مشروع وضع نظام بيوميتري جزائري محض " جند كل القدرات الجزائرية داخل وخارج الوطن المعنية بالمشروع انطلاقا من وضع ارضية علمية وصولا الى النظام النهائي وكيفية تجسيده في الميدان على المدى المتوسط". وقال اوراغ ان المشروع في مرحلة التعرف على كل القدرات الجزائرية خارج وداخل الوطن وقد تم في هذا الصدد تنظيم اجتماعين مضيفا ان المرحلة القادمة تخص الالكترونيك وصنع الشريحة وبعد ذلك وضع البرامج والتشفير. وأبرز أن كل هذه المراحل تحتاج الى الكيميائي والفيزيائي والباحث فيعلم الاجتماع والمعلوماتي وغيرهم مؤكدا ان الجزائر " تتوفر على الكفاءات الضرورية لتجسيد النظام الوطني " على مستوى الجامعات وايضا لديها كفاءات وطنية " عملت كثيرا واكتسبت تجارب " في الجامعات الاجنبية. وبدوره وفي كلمة افتتاحية اشار المدير العام لمركز تنمية التكنولوجياتالمتقدمة ابراهيم بوزوية الى ان المدرسة الصيفية حول البيوميترات " تكوينية للاطارات والكفاءات وستسمح باطلاعها على التطورات الاخيرة على الساحة الدولية والتعامل معها حتى يكون نظامنا الوطني في مستوى التكنولوجيات المتطورة". واضاف انها ستسمح كذلك بالتعريف والتعرف على القدرات الجزائرية الموجودة خارج الوطن مسجلا ان عددا كبيرا من الجزائريين يعملون في النظام البيوميتري خارج الوطن سيفيدون بخبرتهم الاطارات المحلية. اما عن الدافع الى تنظيم المدرسة قال المدير العالم ان العالم يشهد اليوم نموا هائلا في ميدان انتشار الانظمة البيوميترية ما ادى الى الحاجةلتحديد ومراقبة تلقائية للمداخل المحلية اوالتي عن بعد. ويتم ذلك كما اضاف من خلال استخدام الابعاد البيوميترية مثل الوجه وبصمات الاصابع وحركة الشفاه وقزحية العين ونبرة الصوت موضحا ان هذه الخدمات تحمل فائدة كبيرة لمختلف التطبيقات الحكومية التجارية والقانونية والدفاعية وغيرها. وأوضح بوزوية ان المدرسة ستهتم بالجوانب المختلفة لتقنيات تطبيق البيوميترات في بعض الخدمات المتعلقة بجواز السفر البيوميتري وبطاقة التعريف البيوميترية والعلامات البيوميترية للتعرف على المواطنين في جميع الخدمات التي تقدمها مصالحها. للإشارة فان المدرسة الصيفية للبيوميترات ينظمها قسم هندسة الانظمة والمعلومات التابعة لمركز تنمية التكنولوجيات المتقدمة والمديرية العامة للبحوث العلمية والتنمية التكنولوجية. وتهدف حسب منظميها الى تقديم خلاصة حول الوضعية في مجال البيوميترات والتعرف على التحديات المطروحة والاحتياجات في الدول النامية وكيف يمكن تسهيل الحوار بين الباحثين في جميع انحاء العالم للتمكن من الكشف عن المتطلبات والاحتياجات الخاصة والمشتركة للاسواق المحلية. وسيتم خلال المدرسة الصيفية تنظيم جلسات عامة من قبل خبراء منهم اكادميون وصناعيون سيتطرقون جميع الجوانب النظرية والعلمية بينهم اساتذة في جامعات اجنبية من سويسرا وبريطانيا وفنلندا والعربية السعودية واسبانيا وايطاليا وفرنسا غالبيتهم جزائريون. المدرسة تشكل ايضا مكان اجتماع للباحثين الشباب وطلاب الدكتوراه كما انها بمثابة نقطة اتصال مع العلماء المسؤولين عن القضايا الامنية وكذا لمناقشة التطورات الحديثة في مجال البيوميترات والتكنولوجيات المرتبطة بها. المداخلات خلال هذه المدرسة التي ستدوم خمسة ايام تخص تقنية الانصهار البيوميتري وتقنية التعرف على الصوت وتطبيق تقنيات التحقق من الهوية والتعرف على التوقيع الى جانب قواعد البيانات والقياس في البيوميترات الاعلامية والتعرف على بصمات الاصابع وكف اليد. كما تتمحور ايضا حول إدارة الهوية البيوميترية على وثيقة سفر ومراجعة التسجيل الرقمي بالماء وأسس التصنيف ونظرية القرار والتكيف البيوميتريي وكذا الانشطة البيوميترية.