طلبت فرنسا من الجزائر توفير أئمة لهم تكوين في مواجهة التطرف للاستعانة بهم في مساجد بباريس ومدن فرنسية أخرى، بعد انتشار الفكر الجهادي في أوساط الجالية المسلمة، حسب وزير الشؤون الدينية. وقال محمد عيسى، على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية أمس، "السلطات الفرنسية طلبت دعما من الجزائر مفاده أن الأئمة الجزائريين الذين عاشوا الإرهاب في الجزائر وتكونوا في معاهد متخصصة، يُمكنهم المساعدة على التوجيه والتوضيح في المساجد التابعة لفدرالية مسجد باريس، وحتى خارجها في مدن أخرى حتى لا يخلط بين الدين الحنيف وبين ظاهرة التطرف التي أدت إلى الإرهاب". وقال "نحن وافقنا على الأمر وذلك لتأطير الجالية المسلمة في فرنسا وحتى أوروبا وأيضا لرفع شبهة الإرهاب والدم عن الدين الإسلامي". وترسل الجزائر كل 4 سنوات 120 إماما لخدمة المساجد في أوروبا وخاصة فرنسا، يعملون في المساجد التي تؤطرها فدرالية مسجد باريس التابعة للمجلس الأعلى للديانة الإسلامية بفرنسا بطلب من هذه الدول. وقال الوزير "إن الأخوين كواشي اللذان نفذا العملية الإرهابية ضد مجلة شارلي إيبدو، لا يمتان بأية صلة مع الجزائر ولم يكونا من المصلين في مسجد باريس أومن حفظة القرآن في الكتاتيب التابعة للمسجد". وقال "هذان الإرهابيان تم تجنيدهما من قبل الجماعات الإرهابية الدولية من خلال المنتديات الإجتماعية في الانترنت". وأكد وزير الشؤون الدينية أن الأئمة الجزائريين بأماكن الديانة التابعة لمسجد باريس الكبير التزموا بالدفاع عن الصورة الحقيقية للإسلام بفرنسا وفي أوروبا للتأكيد أن الإسلام دين تسامح وليس دين عنف. وقال عيسى "ينتظر من الأئمة الجزائريين العاملين بالمساجد التابعة لمسجد باريس الكبير وغيره أن يقوموا بحماية الجالية الوطنية المقيمة بفرنسا وأوروبا وتصحيح صورة الإسلام". وأضاف أن الأئمة المعنيين المكونين بالمعاهد المتخصصة "سيظهرون أن الإسلام هو دين وسطية وأخوة وتسامح عكس الصور الدموية التي تسعى بعض الأطراف إلى نسبها إلى الإسلام"، مشيرا إلى أن "الخلط الواقع بين الإسلام والإرهاب يخدم مصالح المتطرفين". وعن الإعتداء ضد أسبوعية "شارلي إيبدو"، قال محمد عيسى أن الأمر يتعلق "بمشكل فرنسي محظ" لأن "مرتكبي الإعتداء لم يقيموا أبدا في الجزائر ولم يرتادوا مساجد أو مدارس قرآنية بالجزائر أو غيرها"، مذكرا بالتضامن الدولي مع فرنسا والموقف الرسمي للجزائر فيما يخص هذا الإعتداء. وأشار الوزير إلى أن "الأصل الجزائري لمرتكبي الإعتداء لا يجعل الجزائريين مسؤولين عن هذا الفعل"، مضيفا أن "الإسلام والقرآن و المسلمين غير مسؤولين عن هذا الإعتداء". ودعا الجزائريين إلى عدم الإنسياق وراء الإستفزازات وإلى احترام الإجراءات الأمنية المفروضة من قبل الحكومة الفرنسية لمواجهة أعمال إرهابية محتملة على الأراضي الفرنسية معتبرا أن الإسلام سيكون محل انتقاد حاد جراء هذه الاعتداءات الأخيرة. ولدى سؤاله عن التجمعات المنظمة يوم الجمعة في مدن من البلاد للتنديد بالإنتهاكات المتكررة والمسيئة للإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام، أشار الوزير إلى أن "الأئمة لم يدعوا في خطاباتهم إلى تنظيم مسيرة في الشارع معتبرا أن المسيرة كانت "تلقائية". واعترف بأن محاولات استغلال المسيرة من قبل "أطراف تابعة للحركة الإسلاموية" قد تم تسجيلها معتبرا ذلك "بالخطير جدا". وأكد عيسى أن "الشعب الجزائري محصن ضد هذا النوع من المحاولات وواع بأخطار استغلال الإسلام". م.بن