أثار الخبير المالي رفيق مساي غضب وزير التجارة عمارة بن يونس خلال مداخلة حلل فيها الوضع الاقتصادي بالجزائر ووصفه بالهش، وحمل الحكومة مسؤولية المرحلة الحرجة التي تمر بها الجزائر، وأكد أن العديد من البلدان العربية التي لا تمتلك المؤهلات البشرية والجغرافية التي تتوفر عليها الجزائر تمكنت من حجز مكان لها في مقدمة الدول المتطورة والعصرية، واستدل بالتجربة الإماراتية، وهو ما لم يرق عمارة بن يونس الذي رد بالقول أن هذه الدول التي استطاعت النهوض باقتصادها لا تعرف الديمقراطية التي يعيش في كنفها الجزائريون، مثيرا استغراب الحضور. تساءل رفيق مساي في كلمته التي ألقاها أمس بفندق الأوراسي خلال أول لقاء للجمعية العامة لغرفتي التجارة والصناعة عن الهدف من استمرار الجزائر في تبعيتها للمحروقات وعدم تعلم الدروس من الأزمات السابقة، مؤكدا أن مسؤولية الوضعية الهشة الحالية للاقتصاد الجزائري يتحملها الجميع، سلطة وفاعلين اقتصاديين، موضحا أن الاقتصاد لن يقوم إلا بأسواق مالية ومنافسة حرة ونظام بنكي عصري وقوي، ودعا السفارات الجزائرية في الخارج للتنسيق مع المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين وتمهيد الطريق للمؤسسات الوطنية للتصدير واقتحام الأسواق العالمية. من جهته أكد عمارة بن يونس على أن الحكومة تعطي الأولوية للمؤسسة الجزائرية لتمكينها من ترقية منتوجها إلى مستويات الجودة والتنافسية ولحماية الاقتصاد الوطني في ظل انهيار أسعار النفط. وبحث الوزير مع رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد خلال لقاء تشاوري الأول من نوعه سبل دعم المؤسسة الاقتصادية الوطنية الذي يسمح بتنويع الإنتاج المحلي وتحقيق الجودة. مبرزا أن تعهدات الجزائر لدى بعض المنظمات الدولية لا تمنع من حماية الاقتصاد الوطني.وركز الوزير على أهمية النوعية والجودة التي تمكن المنتوج المحلي من منافسة المنتجات الأجنبية وبأسعار متنوعة تتناسب مع القدرات الشرائية لمختلف شرائح المستهلكين الجزائريين.