تجري التحضيرات والترتيبات على قدم وساق بعاصمة الغرب الجزائري لاستقبال الوزير الأول عبد المالك سلال، حيث سيشرف على احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات بحضور الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد. الزيارة ستكون حسب المراقبين، رسالة إلى قوى المعارضة التي تتكتل تحت لواء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وتستعد هي الأخرى لحشد قواعدها من أجل النزول إلى الشارع للاحتجاج ضد مشروع الغاز الصخري في حركية احتجاجية تزامنا و والمناسبة نفسها. ومن المزمع أن ينظم المعارضون وقفات احتجاجية يوم 24 فيفري بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات عبر مختلف ولايات الوطن، للتنديد بمشروع الحكومة لاستغلال الغاز الصخري، والتعبير عن تضامن المعارضة مع المحتجين في عين صالح ومختلف مدن الجنوب . وهي رسالة أيضا، تعبر فيها المعارضة عن قوتها أكثر من أي وقت مضى خاصة أمام رفض السلطة منحها الترخيص لعقد ندوتها بفندق السفير ، حيث منعت السلطة منح التنسيقية ترخيصا بعقد مؤتمر سياسي حول نظام الانتخابات في الجزائر منذ أسبوع . من جانب آخر، تعود حركة "بركات" التي قلت نشاطاتها عقب الرئاسيات الأخيرة، إلى الساحة مجددا، هذا الأسبوع بعد أن دعت إلى وقفة احتجاجية اليوم بالعاصمة، للمطالبة بإطلاق سراح عشرة ناشطين حقوقيين، تم الحكم عليهم بالسجن بولاية الأغواط ، وكذا المطالبة بإطلاق سراح الصحفي عبد السميع عبد الحي ، المسجون منذ 19 شهرا، من دون محاكمة . ولم تظهر "بركات"، منذ الرئاسيات الأخيرة، إلا قبل ثلاثة أسابيع بمحاولة التظاهر قرب البريد المركزي، تنديدا بمشروع الغاز الصخري، وإعلانا للتضامن مع سكان الجنوب الرافضين بدورهم لهذا المشروع الذي يراه الكثيرون خطيرا على الصحة والبيئة . فيما تستعد أحزاب"الموالاة" للإحتفال في نفس اليوم بذكرى تأميم المحروقات على طريقتها الخاصة، وتعكف على تجنيد قواعدها في صورة استعراض سياسي واختبار للقوة، وأكد في هذا السياق المكلف بالإعلام لدى حزب جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة، أن المسيرة التي دعت إليها تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي هي مساس باستقرار البلاد، مؤكدا أن ذكرى 24 فيفري المزدوجة، تاريخية وغالية على الشعب الجزائري، فهي ذكرى إنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين في خضم حرب التحرير الوطني، وذكرى تأميم المحروقات من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين وهو يوم حقق فيه الشعب الجزائري مكسبا كبيرا، ومنه يرى المتحدث أن هذا اليوم هو يوم احتفال وليس يوما للاحتجاج، وكل ما تحقق في مثل هذا اليوم لا يحتج عليه بل يحتفل به، في رفض واضح لمواقف التنسيقية وحركيتها في الميدان. وتبدو هذه الأجواء صورة معادة ومكررة للشحن الذي مارسته قوى المعارضة من جهة والموالاة من جهة أخرى قبيل الإستحقاق الرئاسي الفارط.