كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، عن أن هناك حاجة ماسة إلى " إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة"، لمواجهة "الإرهاب وأنشطة التنظيمات الإرهابية" التي تواجهها الدول العربية. جاء إعلان العربي، خلال اجتماع ٍ لوزراء الخارجية العرب، في مقر الجامعة في القاهرة، وبعد أقل من أسبوع من إعلان نائبه أحمد بن حلي، أن "اقتراحا مصريا" بتشكيل قوة عربية مشتركة، للإسهام في حماية الأمن القومي العربي سيكون على جدول أعمال القمة المقبلة نهاية الشهر الجاري. وقال العربي، المطلوب الآن بإلحاح هو "النظر" في إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، تكون متعددة الوظائف، بمعنى أن تكون قادرة على الاضطلاع بما يوكل لها من مهام في مجالات التدخل السريع ومكافحة الإرهاب وأنشطة التنظيمات الإرهابية والمساعدة في عمليات حفظ السلام، وأضاف العربي، أن عددا من الدول العربية "في حاجة ماسة" لمثل هذه الآلية لمساعدة الحكومات على صيانة الأمن والاستقرار، وإعادة بناء القدرات والمؤسسات الأمنية. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته إن "خريطة الواقع العربي مكتظة بالبؤر الملتهبة وقد وفرت البيئة المضطربة في عدد من الدول العربية أرضاً خصبة لنمو التطرف والإرهاب في ظل تفكك مؤسسات الدولة وغياب دورها جزئياً أو كلياً". وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعا في مقابلة مع قناة "العربية" السبت الماضي إلى "تشكيل قوة عربية مشتركة" لحماية أمن دول المنطقة، وقال إنه يعتقد أن السعودية والإمارات والكويت "ممكن جدا أن تتحرك" تأييدا لاقتراح تشكيل هذه القوة ، قبل أن يكشف عن أن العاهل الأردني عبد الله الثاني، "أبلغ القاهرة" كذلك تأييده لهذا الاقتراح، وهو ما يعني أن الفكرة ولدت " مصرية"، قبل أن تظهر" عربية"، وأن مصر، قد اشتغلت "في السر" كثيرا، تحضيرا للمحيط العربي، حتى يلقى المقترح قبولا – على الأقل – لدى معظم الدول العربية التي تلتقي مع مصر في نظرتها للواقع العربي الجديد وطرق مواجهته، ومن ذلك " شرعنة" التدخل العسكري العربي، داخل بعض الدول العربية، كما حصل مؤخرا في ليبيا !