عقيدة الجيش الوطني الشعبي تمنع تدخله خارج الحدود تحت أي مبرر أدرجت الحكومة الجزائرية أزمة ليبيا في صلب العمل الدبلوماسي للجزائر من خلال سفاراتها في البلدان المحورية لشرح المقاربة الجزائرية لتجاوز حالة الفلتان وإطلاق حوار سياسي شامل يستثني الجماعات الإرهابية وكذا من خلال جولة إفريقية يقوم بها الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية الى القارة السمراء لنقل رسائل الرئيس بوتفليقة حول قضايا الأمن في منطقة الساحل. وبالموازاة قدمت الجزائر أربعة أسباب لرفض انخراطها في "قوة عسكرية عربية لدحر تنظيم داعش في ليبيا". رصد مصدر دبلوماسي جزائري، طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لوكالة "الأناضول"، أربعة عوامل رئيسية ارتكزت عليها الجزائر في رفضها اقتراح تشكيل قوة برية عربية تتدخل في ليبيا للقضاء على تنظيم "داعش". المصدر لم يحدد الجهة التي تقدمت بالمقترح، لكن مصادر رجحت أن تكون مصر وراء الخطوة قياسا بخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة تلفزيونية كشف فيها عن وجود اتصالات مع كافة الدولة العربية، للدعوة لتشكيل "قوة عربية مشتركة". وأوضح المصدر الدبلوماسي الجزائري أن "الاقتراح تضمن أن تكون القوة البرية التي تتدخل في ليبيا نواة لقوة عربية للطوارئ قادرة على التدخل السريع برا وجوا وتتكون من وحدات عسكرية مصرية وأردنية ومن دول عربية أخرى". وحول أسباب رفض الجزائر المقترح قال المصدر "إن الاقتراح الذي تم تداوله عقب إعدام جماعة متطرفة تابعة لتنظيم داعش ل21 مصريا في ليبيا رفض ل 4 أسباب هي أن العقيدة العسكرية للجيش الجزائري تمنع تدخله خارج الحدود." وأضاف أن "إطار تشكيل القوة العسكرية العربية غير واضح من ناحية أهداف عملية التدخل في ليبيا." وتابع أن "إمكانية استغلال قوة التدخل لأغراض لا علاقة لها بمكافحة الإرهاب." أما السبب الرابع، حسب المصدر نفسه، فهو "وجود خلاف في رؤية الدول العربية المعنية بالتدخل في ليبيا للوضع في هذا البلد وحتى في بلدان عربية أخرى". وأوضح المصدر أن اختلاف رؤية الدول العربية للوضع في ليبيا وحتى في دول أخرى تعرف أزمات داخلية يعد أهم سبب في الرفض الجزائري. وأشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن الحكومة الجزائرية سبق أن أعربت عن رفضها مواقف اتخذتها الجامعة العربية من أزمات دول كسوريا وليبيا بتعليق عضويتهما والدخول كطرف في الأزمة الداخلية وبالتالي يمكن استغلال هذه القوة العسكرية خارج التوافق العربي". وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد أكد أن هناك مشاورات بين عدة دول لتقييم قدرات تنظيم "داعش" في ليبيا من أجل اتخاد إجراءات للحد من انتشاره. وفي وقت سابق قال مصدر أمني جزائري، إن الدول الثلاث المعنية بالأزمة في ليبيا وهي مصر، الجزائر، وتونس قررت "زيادة التنسيق الأمني والعسكري"، بينها خلال اجتماع عقد الأحد الماضي بالقاهرة، ضم ضباطًا عسكرييين من الدول الثلاث لمناقشة تطورات الوضع العسكري والميداني في ليبيا.