رأى وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، اليوم، أن «المقترح المصري لإنشاء قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب مشروع غير واقعي وغير ناجح». وكان البكوش يرد بذلك على سؤال في مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة بالعاصمة الجزائر، عن موقف بلاده من الاقتراح المصري لإنشاء قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب. وأضاف البكوش: «لا أعتقد أن مشروع الجيش العربي واقعي وقابل التحقيق أو ناجح»، دون تقديم توضيحات أخرى حول سبب ذلك. وعن التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب بين دول جوار ليبيا، قال الوزير التونسي إن «هناك تنسيقاً أمنياً قوياً مع الجزائر ومصر، وقد تحدثت مع نظيري المصري سامح شكري مرتين في الأيام الماضية، ومن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف للرؤى، لكن ليس هناك تناقض في المواقف حول القضايا الأمنية بين البلدين» من جانبه، قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة إن «هناك تنسيقاً أمنياً قوياً بين الجزائر ومصر حول ملفات الإرهاب»، باعتبار بلاده «مكلفة بتنسيق العمل الأمني بين دول جوار ليبيا»، مضيفاً: «كان هناك لقاء مهم منذ أيام بالقاهرة حول الملف الأمني، بين وزير الخارجية المصري سامح شكري والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل وأجهزة الاستخبارات بالبلدين في إطار التنسيق الأمني المستمر بين البلدين». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا خلال لقاءات صحفية نهاية الشهر الماضي إلى إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة «الإرهاب». وقال السيسي: «تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد»، مشيراً إلى «إجراء مشاورات مع الأشقاء (دون أن يسميهم) بشأن تشكيل قوة عربية مشتركة». على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية التونسي بشأن الأزمة في ليبيا أنه «لا حل في ليبيا سوى طاولة الحوار العنف يؤدي إلى الدمار ولن يغلب كفة أي طرف». وتابع: «غياب الدولة في ليبيا يحملنا مسؤولية تجاه الشعبين الجزائري والتونسي ومسؤولية أخلاقية تجاه الشعب الليبي لأن أمن ليبيا من أمن البلدين والعكس صحيح». يذكر أنه ينهي اليوم وزير الخارجية التونسي زيارته للجزائر التي بدأها أمس والتي تناولت حسب تصريحاته «العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين البلدين إلى جانب القضايا الإقليمية والمغاربية والعربية بصفة عامة».