طلب النائب بالبرلمان عن جبهة العدالة والتنمية، حسن عريبي، من وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، الإسراع بفتح تحقيق في إنتشار مرض السرطان وإلتهاب الكبد والقضاء على البؤر وتوفير الإمكانات بالولايات التي تعاني عجزا -حسبه – في هذا الجانب. وقال عريبي، في سؤال كتابي وجهه لوزير الصحة محمد بوضياف، "للأسف الشديد يبقى هذا القطاع الحساس ببلادنا يشهد تأخرا كبيرا رغم المنشآت والهياكل الصحية التي تشيد ببلادنا، لكنها أصبحت لا تؤدي دورها المنوط، بل ومنها من ليست متوفرة في عدد من الولايات، بعد أن أصبحنا نسجل ولايات محظوظة في قطاع الصحة ببلادنا وولايات أخرى لازالت تنتظر حظها من الهياكل". وأضاف عريبي "أنه يكفي أن نسأل أي مواطن عن رأيه في قطاع الصحة بالجزائر ليكشف لك أن هذا القطاع سيء ويقدم خدمات رديئة وهوفي حاجة عاجلة إلى إخراجه من غرفة الإنعاش". ولاحظ النائب للوزير "عدم توفر ولايات كبيرة من حيث التعداد السكاني على هياكل صحية، على غرار مراكز لمكافحة وعلاج مرضى السرطان، وهوالواقع المرير الذي أفرز للأسف الشديد مكاسب مالية باتت تحققها العيادات التابعة للخواص على حساب القطاع العام". وطرح النائب مشكلة الإنتشار الرهيب لمرضى السرطان وإلتهاب الكبد قائلا "اننا لا نعرف العدد الحقيقي للمصابين بمرض السرطان الخبيث بأنواعه، وهناك من يتحدث عن تسجيل أزيد من 480 ألف حالة، وهناك من المختصين من دقوا ناقوس الخطر حيال الإنتشار الرهيب لهذا المرض وتحدثوا عن تجاوز الإصابة ب50 ألف حالة إصابة سنويا في الجزائر"، مضيفا أن المكلف من طرف رئيس الجمهورية بمتابعة وتقييم المخطط الوطني لمكافحة السرطان البرفيسور مسعود زيتوني توقع مؤخرا إرتفاع في عدد الحالات الجديدة للإصابة بالسرطان من 44 ألف حالة سنويا إلى 48 ألف حالة مع مطلع 2017، وقال أن 75 بالمائة من هذه الحالات تصل إلى العلاج في حالة متقدمة جدا للمرض، حيث تكون فرص شفائها ضئيلة جدا. وعرج عريبي على المشاكل التي يعانيها مرضى السرطان بخصوص نقص التكفل، بدء من بعد مواعيد تصوير الرنين المغناطيسي و"السكانير" نظرا للعدد الهائل للمرضى، ووصولا إلى عدم توفر الوسائل اللازمة للتكفل بالمرضى في عدد كبير من الولايات، وخصوصا العنصر البشري، قائلا ان الأطباء المختصين في علاج السرطان يتمركزون في الجزائر العاصمة، وأشار إلى ان العديد من ولايات الهضاب العليا كسوق اهراس وقالمة والمسيلة يتواجد بها عدد كبير من المصابين بمرضى السرطان بأنواعه ولا تتوفر على مراكز لمكافحة مرضى السرطان ولا حتى العلاج بالأشعة، وقال النائب إن الوزارة فتحت مصلحتين للسرطان بمستشفيات المسيلة وبوسعادة، "هي عبارة عن هياكل بدون روح، دون الحديث عن ولايات الجنوب التي تعاني عجزا كبيرا"، وقال البرلماني أننا "كنا ننتظر من الوزارة أن تسارع إلى إنجاز مراكز للعلاج وتوفير الأطباء المختصين في هذا المرض وتشجعهم للتنقل للعمل بولايات الهضاب العليا والجنوب". وتساءل عريبي عن المعايير التي تستند عليها وزارة الصحة لإنجاز مراكز لمكافحة السرطان، خاصة عندما نعلم أن ولاية لا تتوفر على عدد كبير من المصابين وعدد سكانها أقل من 450 الف نسمة لكنها تتوفر على مركز لمكافحة السرطان".