كشفت زهية بكة نائبة رئيس جمعية مرضى الكبد الفيروسي أن هناك مليونا ونصف مليون جزائري يحملون فيروس التهاب الكبد الحاد على المستوى الوطني من بينهم 749 مصاب بفيروس (س) و 72 تلقوا الدواء للعلاج من فيروس (ب)، في حين يبقى 350 شخص آخر لم يتم تحديد لحد الآن نوعية الفيروس الذي يحملونه بسبب سوء التسيير وغياب التنسيق بين المصالح الإستشفائي. وأكدت المتحدثة في الندوة الصحفية التي عقدتها أمس صباحا بدار الصحافة الطاهر جاووت أن المناطق الشرقية للوطن على غرار أم البواقي، خنشلة وبريكة بباتنة تعرف انتشارا كبيرا لهذا الداء مرجعة أسباب ذلك لانعدام الوقاية ووالوسائل اللازمة لتعقيم الأدوات، بالإضافة إلى نقص التكوين الخاص بالممرضين الذين لا يملكون بطاقة تقنية تسمح لهم بتعقيم أدوات علاج المرضى من هذا المرض، في ظل غياب دور وزارة الصحة للتكفل بهذه المشاكل. من جهة أخرى سلطت نائب رئيس جمعية مرضى الكبد الفيروسي الضوء على بعض النقائص المسجلة بشأن التكفل بالمرضى، سيما من الناحية البسيكولوجية ونقص التحاليل الوقائية التي يتكفل بها معهد باستور لوحده، واستنكرت بشدة رفض رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى وهران علاج المرضى لأسباب تبقى مجهولة، وقد فتحت وزارة الصحة تحقيقا بشأن هذه القضية. كما اعتبرت المتحدثة أن الغلاف المالي الذي خصص منذ 4 سنوات للتكفل بالمرضى والمقدر ب 350 مليار سنتيم، لم يستغل بالشكل المطلوب علما أن علاج مريض واحد من مرض التهاب الكبد يكلف الدولة 140 مليون سنتيم سنويا . وأضافت المتحدثة أنه ليس هناك إحصاءات بعدد الأشخاص الذين يموتون بهذا المرض بعد تلييف الكبد وإصابته بالسرطان . وتشير الأرقام إلى احتمال إصابة 2.5 بالمائة من السكان بفيروس التهاب الكبد الحاد من نوع "ب" و 2.7 بالمائة منهم بفيروس "س"، حسبما كشف عنه وزير الصحة سعيد بركات أمام البرلمان منذ شهرين، لذلك تطالب الجمعية بالتدخل العاجل لمسؤولي القطاع الصحي لمكافحة هذا الداء الخطير الذي تحول إلى وباء يهدد الصحة العمومية من خلال تفعيل عمل اللجنة الوطنية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي المنصبة منذ سنتين، حيث من المفروض أن تتولى وضع برنامج وطني يشمل طرق الوقاية والكشف والتكفل بالعلاج، غير أن هذه اللجنة بقيت هيكلا بدون روح بسبب عوامل كثيرة أبرزها غياب الوقاية في ظل انعدام الوسائل المخصصة لهذا الغرض والحملات التحسيسية للحد من خطر الإصابة والعدوى في المحيط الإستشفائي سيما عيادات الأسنان، خصوصا إذا علمنا أن بعض المناطق الشرقية أصبحت مناطق وبائية. وتأمل زهية بكة أن تفي وزارة الصحة بوعدها المتمثل في إنجاز 56 مركزا للكشف المجاني الذي يضمن للمرضى التكتم التام بشأن الكشف عن هويتهم، وكذا اقتناء أجهزة PCR للفحص في كل منطقة للقيام بالفحوص الضرورية، وتخفيف معاناة المرضى في التنقل إلى مناطق بعيدة عن مقر سكناهم .