يتوقع ملاحظون، أن تطرح هبة جزائرية بمبلغ 500 ألف دولار، خصتها لمؤسسة خيرية تديرها عائلة كلينتون في الولاياتالمتحدة، أيام كانت هيلاري كلينتون وزيرة للشؤون الخارجية، مشاكل سياسية، تسبب لها متاعب في طريق تنافسها على البيت الأبيض. وكانت الجزائر، قد منحت هذه الهبة لمؤسسة "عائلة كلينتون الخيرية"، في إطار مساعدة مخصصة لهايتي، بعد زلزال ضرب البلاد في عام 2010، إلى جانب هبات مماثلة، قدمتها دول أخرى مثل الكويت، قطر، سلطنة عمان، أستراليا، النرويج وجمهورية الدومينيكان، غير أن هبة الجزائر" لم تخضع" لعملية الفحص الأخلاقي المعمول به في حالة مؤسسة "آل كلينتون" حسب القانون الأمريكي، للتأكد من عدم وجود تضارب مصالح، خلال السنوات الأربع التي أمضتها هيلاري كلينتون على رأس الدبلوماسية الأمريكية من 2009 إلى 2013، وهي سنوات تميزت بتهاطل الهبات على مؤسسة كلينتون من دول أجنبية كثيرة. ومعلوم أنه بعد تعيين الزوجة هيلاري، في منصب رئيسة الدبلوماسية الأمريكية عام 2009، عمدت إدارة المؤسسة الخيرية، إلى توقيع مذكرة مع إدارة الرئيس باراك أوباما، لتفادي تضارب المصالح، وتقضي المذكرة الموقعة في إحدى بنودها، بضرورة عرض أي مساهمة مادية في شكل هبة موجهة للمؤسسة من أي دولة على وزارة الخارجية للتحقق من احتمال وجود تضارب مصالح، غير أن المؤسسة، أقرت أنها لم تعرض هبة الجزائر لهذا الفحص الذي يعد إجراء أخلاقيا. وفي العام المنصرم، منحت دول عديدة أخرى، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة أو ألمانيا، هبات للمؤسسة بعد رحيل هيلاري كلينتون من الإدارة، وشيكات بملايين الدولارات دفعت من قبل رؤساء شركات ومحبي الأعمال الخيرية وأصحاب ملايين ومجموعات أجنبية، أمثال الكندي فرانك جوسترا والأوكراني فيكتور بينشوك والسعودي محمد العمودي و"ريلين انتربرايزس" التي يديرها الملياردير الصيني وانغ ونليانغ العضو في البرلمان الصيني، وكلها مساهمات قانونية، غير أنها عندما تصدر عن أفراد أو كيانات ترتبط بمصالح دبلوماسية أو اقتصادية كبيرة للدفاع عنها في واشنطن، تعرض هيلاري كلينتون لشكوك، بوجود "تضارب مصالح" لأن المرشحة الديمقراطية للرئاسة، يمكن أن تجد مصلحة شخصية في نجاح المؤسسة التي تحمل اسمها منذ 2013. وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، نشرت تحليلا للهبات الأميركية، جاء فيه أن نصف الواهبين الكبار للجنة "ريدي فور هيلاري" الداعمة لكلينتون، منحت عشرة آلاف دولار بصورة مباشرة أو غير مباشرة للمؤسسة، وهي طريقة لإظهار استمرار اهتمامهم لدى كلينون في انتظار ترشيحها. واغتنم الجمهوريون الفرصة، لإعادة إطلاق هجماتهم وانتقاداتهم لهيلاري وزوجها، خاصة على ضوء الهبة الجزائرية التي لم تخضع لرقابة وزارة الخارجية، ووصف السناتور راند بول المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأمر بال "فساد"، وقال "يتوجب على هيلاري كلينتون أن توضح لماذا قبلت مال دول أجنبية تنتهك حقوق النساء" في إشارة إلى هبات منحتها دول خليجية.