يساور القلق قطاع السياحة في تونس من تراجع متوقع لعدد السياح القادمين من أوروبا العام الجارين لكن الإحساس ليس ذاته فيما يتعلق بالسياح القادمين من البلد الجار الجزائر. بعد أحداث باردو الإرهابية في 18 مارس الماضي التي أوقعت 24 قتيلا بينهم 21 سائحا أجنبيا، عبرت العشرات من الحافلات الجزائرية الحدود التونسية لإعلان التضامن مع تونس، والتأكيد على أنها الوجهة السياحية المفضلة للجزائريين. وبينما رسمت تلك الهجمات في البداية مستقبلا مجهولا للقطاع السياحي، دخل أكثر من 45 ألف جزائري تونس خلال الأسبوع التالي من أحداث باردو لتأكيد دعمهم للسياحة التونسية. وفي العادة يبلغ معدل عدد السياح الجزائريون في تونس قرابة مليون سائح. لكن مصدر مكلف بالإعلام بوزارة السياحة أكد أن الرقم ربما يتجاوز المليون و200 الف سائح جزائري هذا العام. وسيكون هذا ممكنا في حال تم تفعيل خطة عمل مشتركة أعلنت عنها الوزارة مع اتحاد وكالات الأسفار واتحاد النزل لإنقاذ الموسم السياحي، وتفادي اي تداعيات مدمرة لأحداث باردو على القطاع الحيوي والذي يشغل أكثر من 400 الف عامل، ويساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وبأكثر من 5 بالمئة من مصادر توفير النقد الأجنبي. وتشمل الخطة أجل الرفع في عدد الرحلات الجوية باتجاه المدن الجزائرية ولاسيما مدينة وهران ومدن واقعة شرق البلاد والبعيدة عن الحدود التونسية. وهو إجراء رئيسي من بين عدة إجراءات اخرى ترتبط بفتح الأجواء بمطاري المنستير والنفيضة في منطقة الساحل التونسي واسناد تراخيص لشركات النقل الجوي الأجنبية لتعزيز التدفق السياحي نحو الوجهة التونسية. وأقرت الوزارة منح تسهيلات بنكية للمؤسسات السياحية لتأهيل المنشآت الفندقية وتحسين الخدمات وتعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق السياحية. وكان في خطط الحكومة السعي إلى استقطاب سبعة ملايين سائح أجنبي العام الجاري، بما يمكن من استعادة المعدلات العادية لفترة ما قبل أحداث الثورة عام 2010، لكن مع أحداث باردو سيكون الهدف الأول الآن هو الحفاظ كحد أقصى على معدلات العام الماضي والتي فاقت ستة ملايين بقليل. ومع تراجع السياح القادمين من الأسواق التقليدية لتونس، تحديدا فرنسا وألمانيا بالأساس، شكل السياح المغاربة في 2014 قرابة نصف عدد السياح الوافدين، حيث يأتي الليبيون في المركز الأول بنحو مليون و800 الف زائر، بينما يأتي الجزائريون في المركز الثاني بمليون و200 الف زائر. وقال رئيس اتحاد وكالات الأسفار والسياحة محمد علي التومي "سيكون من الصعب الحفاظ على أرقام العام الماضي". وقالت وزيرة السياحة ان تونس ستبدأ حملة دبلوماسية عالمية تضم وفدا رفيع المستوى يضم ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية والسياحة والمستثمرين في القطاع، في عدد من الأسواق العالمية سيتم خلالها دعوة الشركات السياحية الكبرى لزيارة تونس والتأكد من الظروف الأمنية في البلاد. لكن تلك الاشكالات ليست مطروحة مع السياح الجزائريين الذين دأبوا سنويا على اجتياح مناطق سياحية بعينها في تونس. وفي مناطق سياحية مثل الحمامات ونابل على الساحل التونسي يمكن أن يفوق عدد السياح الجزائريين الذين يؤجرون منازل عدد السكان التونسيين بينما تستقطب بعض النزل في الجهة حجوزات جزائرية مائة بالمئة.