أفادت مصادر حكومية أن الحكومة الجزائرية، باشرت مفاوضات مع نظيرتها التونسية، من أجل فتح فرع بنكي جزائري في تونس، يتولى صرف العملة الجزائرية إلى الدينار التونسي مباشرة، وأفيد أن الإجراء يراد منه تخفيف أعباء تحويل العملة الصعبة من الجزائر إلى تونس سنويا بفعل تدفق قرابة مليوني سائح. تتوجه الحكومة الجزائرية للتوصل إلى إتفاق نهائي بجميع تفاصيله التقنية مع السلطات التونسية، لإنشاء فروع بنكية يتولاها بنك الجزائر، من أجل صرف الدينار الجزائري مباشرة إلى الدينار التونسي، ما يمكن الدولة المستقبلة من تحقيق ربح بصرف عملتها وأيضا الدولة الجزائرية حتى لا تخسر العملة الصعبة والتي قدرت ب 500 مليون أورو يدفعها الجزائريون مقابل الإستجمام في أراضيها، وهو مبلغ مرشح للإرتفاع أكثر هذه السنة بسبب توقعات تسجيل ارتفاع في عدد السياح الجزائريين إلى أكثر من مليونين مع نهاية العام الجاري. وعلم أن السلطات الجزائرية طلبت من الحكومة التونسية، فتح نقاش حول الموضوع، ورأت الجزائرية أن فصل الصيف يشهد استنزافا للعملة الصعبة نحو تونس وهناك يتم تحويلها للدينار في بنوك تونسية أغلبها فروع لبنوك أجنبية ما جعل الجزائر تفكر في حل للدولتين يمكنهما من تجنب الضرر بشكل مزدوج، وقد شهدت تونس العام الجاري نسبة كبيرة من الجزائريين يستقرون في سوسة والحمامات وتونس العاصمة ومنستير ونابل بشكل كبير. و حسب تقارير نشرتها صحف جزائرية، فأن آخر الأرقام الرسمية المتوفرة لدى الديوان الوطني للسياحة التونسيةبالجزائر، إلى وجود 70 ألف طلب خاص بالجزائريين من أجل قضاء شهر رمضان تونس، وهو عدد عرف ارتفاعا مقارنة بالشهر نفسه للسنة الماضية، وهذا نتيجة التخفيضات في الإقامة وغيرها من الإمتيازات الأخرى التي أقرتها السلطات التونسية من أجل الاستمرار في إنعاش قطاعها السياحي طوال الشهر. وأفاد، فوزي باصلي، مدير الديوان الوطني للسياحة التونسيةبالجزائر أن سلطات بلاده قد أجرت تخفيضات فاقت نسبتها 20 من المائة في الإقامة، حضور مختلف النشاطات الثقافية أبرزها مهرجان المدينة والتي ستقام على شرف الجزائريين، وغيرها من الأمور الأخرى التي تضمن إقامة حسنة للسياح الجزائريين بما فيها الأطباق الجزائرية التي تكون حاضرة على مائدة تونس. وأشار سفير السياحة التونسيةبالجزائر، إلى عدد الجزائريين الذين قضوا شهر رمضان العام الماضي بتونس، قدِر عددهم ب50 ألف، وهو عدد مرشح لبلوغ عتبة 70 ألف خلال شهر رمضان القادم نظرا إلى الإمتيازات غير المسبوقة التي أقرتها السلطات التونسية لفائدة الجزائريين، وقد تزامن الموسم السياحي هذا العام مع دخول شهر رمضان في أوج الذروة السياحية، المهنيون في القطاع يعتبرون هذا التوقيت فرصة لدعم السياحة. ويأملون تحويل شهر رمضان إلى موعد يدعم القطاع السياحي باستقطاب المزيد من الزوار الجزائريين بدل أن يكون عائقا أمامه. وزارة السياحة التونسية بدأت التحضير للحدث قبل أشهر من خلال اعتماد عدد من الإجراءات لحماية القطاع الذي يعتبر أكبر مصدر للعملة الصعبة للبلادوحسب محمد البرقاوي الخبير في المجال السياحي فالسياح الأوروبيون لديهم صورة سلبية عن الحركة السياحية في شهر رمضان. ويقترح البرقاوي أن تتحول الأجواء الرمضانية في الأسواق بالمدينة العتيقة إلى وسيلة لجلب السياح للتعرف على حياة التونسيين في مثل هذا الشهر الذي يسهر فيه الناس إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث المهرجانات التي تستقطب فنانين من الطراز الرفيع في أجواء ممتعة. ويساهم القطاع السياحي بنسبة سبعة بالمائة من الناتج المحلي العام ويوفر حوالي 400 ألف موطن شغل. وزار تونس خلال السنة المنقضية حوالي سبعة ملايين سائح، 40 بالمائة منهم من الجزائر وليبياوحسب التلاتلي وزير السياحة، اتخذت اجراءات تتواءم والحدث، من بينها فتح المحلات التجارية والمطاعم وتوفير سيارات الأجرة بالمناطق السياحية وحافلات للربط بين الفنادق والمساجد لأداء صلاة التراويح تخصص للسياح، بالإضافة إلى وضع برامج تنشيطية ليلية.