سيوصد قصر المرادية أبوابه في وجه عدد كبير من الشخصيات الطامحة في خوض سباق رئاسيات 2019، في حال اتفاق أعضاء اللجنة التقنية المكلفة بوضع الصيغة النهائية لمشروع تعديل الدستور، على تمرير المادة المتعلقة بتحديد شروط الترشح لمنصب الرئاسة ويتعلق الأمر بتسقيف سن الترشح لهذا المنصب عند 70 سنة. وسيوجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ضربة " قاضية " للشخصيات الراغبة في الوصول إلى قصر المرادية للتربع على عرشه، لأن القائمة الحالية المتداولة في الساحة السياسية والإعلامية، تضم أسماء للراغبين في منصب الرئاسة، وتشير إلى أن أغلبهم سيتجاوزون سن السبعين في الاستحقاق الرئاسي القادم والمزمع تنظيمه مطلع 2019. وقبل أن يدرج هذا المقترح الذي يخص فقط " فرسان الرئاسيات " في وثيقة تعديل الدستور، كان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أصدر تعليمة بتاريخ 29 جويلية 2013 ، يأمر من خلالها كافة الدوائر الوزارية بإحالة كل إطارات الدولة الذين بلغت أعمارهم 60 سنة على التقاعد بغرض منح فرصة للإطارات الشابة لتسيير مختلف القطاعات، وتمكين الشباب الحاصل على شهادات جامعية من فرصهم في العمل، مستثنيا في القرار، الإطارات التي تشتغل في المناصب الحساسة وتتمتع بخبرة طويلة في الميدان، وتهدف التعليمة التي صدرت عن الوزارة الأولى وتسلمت الوظيفة العمومية نسخة منها إلى " تشبيب الإدارة ". ومن جهة أخرى، تنادي بعض الأحزاب السياسية إلى "تشبيب " الساحة السياسية وتسليم " المشعل " ومقاليد الحكم إلى الشباب، ويعتبر حزب جبهة التحرير الوطني من بين الأحزاب السياسية التي تنادي بالتشبيب، واختار الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني شعار " التجديد والتشبيب " للمؤتمر العاشر، وقال في ندوة صحفية بصراحة إنه يسعى للقضاء على ديناصورات الحزب، ويرى متتبعون للشأن السياسي أن هذا العنوان يحمل دلالات كبرى وأبعادا عميقة تعكس بالأساس الرهانات الكبرى المطروحة في الحزب، رغم أن الواقع في الحزب العتيد يعكس الشعار الذي اختاره الأمين العام للحزب. وتعكس المعطيات الراهنة العبارة الشهيرة التي قالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في خطاب ألقاه من عاصمة الهضاب العليا بتاريخ 8 ماي 2012 " جيلي طاب جنانو"، ومعناه أن دورهم في تسيير البلاد قد انتهى، مضيفا بأن جيل الثور يقول "يا إخوانا ما قدرناش".