عرفت شواطئ دائرة تيقزيرت حركة كثيفة منذ انطلاق موسم الاصطياف، استغلها تجار لعرض السلع من أجل الربح السريع، فأصبحت هذه الفترة فرصة لا تعوض لمحترفي المضاربة، منهم أصحاب المهن، الموظفون والعاملون في مختلف القطاعات الذين يقفون إلى جانب العاطلين عن العمل ويلهثون وراء الكسب بأية طريقة والمتاجرة بكل شيء. قضاء العطلة على شاطئ تاسالاست ولو لبضعة أيّام، تحولت إلى مصدر للعديد من المتاعب بالنسبة للمواطنين، خاصة العائلات، بسبب ارتفاع تكاليف قضاء العطل بالفنادق والشاليهات والخيم، وارتفاع أسعار مختلف مواد الاستهلاك كالماء المعدني وحتى اماكن ركن عرباتهم وسياراتهم السياحية, ورسوم إجبارية باستعمال الأسلحة البيضاء إن تطلب الأمر من شباب على مرتادي شواطئ تيقزيرت وافليسن. وأصبح اللّجوء إلى الربح السريع أشبه ما يكون بقاعدة يسير عليها أغلب تجار بلدية تيقزيرت، لاسيما أن مواطنين من مناطق عديدة من مرتادي سواحل تيزي وزو، يقرّون صراحة أن موسم الاصطياف يستثمره التجّار كيفما شاءوا، بالّنظر إلى أن قارورة لتر واحد من الماء المعدني تباع ب 50 و60 دينارا، في حين لا يتعدّى سعرها الحقيقي 25 دينارا، كما لا يقل سعر قارورة لتر واحد من مشروب غازي عن 100 دج. وينطبق هذا الوضع على سعر الخبز أو المطلوع، وحسب شهادات تجار المنطقة فاق سعره 40 دينار، وسعر الكيس الواحد من الحليب 50 دينارا، كما تعرف المنطقة ككل أزمة حقيقية في مادة الخبز نظرا لوجود مخبزتين فقط لأزيد من مليون مصطاف في ظرف ثلاثة أشهر، ما فتح المجال أمام المضاربين. ويتساءل معظم السكان والمصطافين القادمين من بلديات منطقة القبائل ومختلف ولايات الوطن وحتى الأجانب، عن تفشي الفوضى وغياب الرقابة، لاسيما أن عددا من بارونات كراء الخيم لا يتردّدون عن بيع وجبة ساندويش بطاطا ب 80 إلى 120 دينار. وقد أدى هذا الوضع بالمصطافين إلى جلب ما يلزمهم من مشروبات وأكل وفواكه من البيت بدل شرائها. وحسب المصطافين الذين يتردّدون على شاطئ الميناء الصغير بتيقزيرت، فإن ما ينطبق على المشروبات ينطبق أيضا على أثمان مختلف المأكولات، حيث أن سعر «ساندويش» باللّحم يتراوح بين 250 و350 دينار، أمّا أسعار الوجبات في المطاعم الواقعة بكل من تاسالاست والشاطىء الكبير يشهد ارتفاعا فاحشا، على اعتبار أن تلك المرافق توفر حدا معينا من الرفاهية لزبائنها، لكن زوار هذه المدينة السياحية يعترفون بصعوبة المعيشة بها خلال الفصول الأخرى نتيجة الغلاء الفاحش الذي يزداد شدة خلال موسم الاصطياف