رغم أن موسم الصيف هذا العام قصير بالنظر لحلول رمضان المبارك في وسطه، إلاّ أن الأسعار على الشواطئ بما فيها أسعار المأكولات وكراء الشمسيات باتت جنونية. ''المساء'' قامت بجولة بشواطئ مدينة بومرداس واستطلعت آراء المصطافين الذين أبدوا تذمرهم من الأسعار بالنظر إلى نوعية الخدمات، بينما أبدى ملاحظون أن غياب المنافسة يشجع على فرض منطق الربح السريع. يتفاجأ الزوار والمصطافون القاصدون شواطئ بومرداس بالارتفاع الكبير لأسعار المأكولات والمشروبات وهو ما يزيد من متاعب المصطافين الطالبين للراحة، حيث يجدون أنفسهم محاصرين بين ''الضريبة'' المفروضة عليهم لركن سيارتهم ولدخول الشاطئ وكراء شمسية أو خيمة وبين الأسعار الخيالية التي يفرضها التجار في بداية كل موسم اصطياف. فسعر قارورة لتر واحد من المياه المعدنية يصل إلى 70 دج وقارورة المشروبات الغازية إلى 100 دج، كما تلتهب أسعار الأكل والنقل بشكل كبير، ما يجعل العديد من المواطنين يفضلون أخذ الأكل معهم وحتى قارورات المياه. التهاب الأسعار.. منطق تجار الشواطئ يكاد يكون اللجوء إلى رفع أسعار المأكولات والمياه وحتى المثلجات بولاية بومرداس أشبه ما يكون قاعدة يسير عليها أغلب التجار، هؤلاء يسارعون في استثمار شهر جويلية الجاري كيفما شاءوا لتحقيق الأرباح بالنظر إلى أن الصيف هذه السنة يختصر في شهر واحد لحلول رمضان شهر أوت الداخل. ووصلت أسعار قارورة لتر ونصف من الماء المعدني على سبيل المثال إلى 70 دج بعدما كان سعرها قبل حلول فصل الصّيف لا يتعدّى ال30 دينارا، بينما قفزت أسعار المشروبات الغازية لحدود ال100 دج، ويصل سعر ساندويتش ''فريت اوملات'' إلى 170 دينار. وذكر مواطن التقته ''المساء'' بكورنيش الواجهة البحرية بمدينة بومرداس أنه تفاجأ وغيره بارتفاع أسعار البيبسي والكوكا كولا إلى 50 بالمائة، مشيرا إلى أن المحلات الواقعة على الواجهة البحرية يفترض أن تكون أسعارها بمتناول الجميع دعماً للسياحة المحلية ولجذب الزائرين. وقال مواطن آخر إن الواجهة البحرية من أكثر الأماكن التي يحرص على زيارتها أسبوعيا لتوفر الأجواء العائلية والخصوصية فيها، إضافة إلى توفر الخدمات وألعاب الأطفال ولكنه فوجئ بارتفاع أسعار المياه والمشروبات الغازية ورقاقات ''الشيبس'' التي وصل سعرها هي الأخرى إلى 50 دج، بينما كانت تباع ب10 دينار فقط. وتساءل المتحدث عن دور المراقبة بهذه الأماكن التي من المفروض أن تكثف من دورياتها تشجيعا للسياحة المحلية وحماية للمصطافين من استغلال التجار، فيما قالت مواطنة قادمة من ولاية البليدة إن أغلب المصطافين بالواجهة البحرية لا ينتمون في العادة إلى المنطقة ويصبحون بالتالي محصورين في منطقة واحدة، مما يعني إجبارهم على الشراء حتى وإن كانت الأسعار عالية، مما يشجع التجار على استغلال كثافة الزائرين في رفع الأسعار. وأشار مصطاف إلى عدم وجود رقابة جدية وهذا من بين أسباب ارتفاع الأسعار في فصل الصيف في الأماكن السياحية، إذ أن ضعف الرقابة يشجع أصحاب المحلات على رفع الأسعار، والتي تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أضعاف لعلمهم المسبق أن المصطافين مرغمين للشراء. هذا الوضع الذي يلقي بثقله على المصطافين قادهم إلى تطوير تقليد جديد وهو جلب ما يلزمهم من مشروبات وأكل وفواكه من البيت بدل شرائها، رغم ذلك فإنهم يواجهون ضغطا آخر وهو ارتفاع أسعار النقل. غياب المنافسة ترك الحبل على الغارب ترجع السيدة صابرينة باشا مديرة السياحة لولاية بومرداس في لقاء مع ''المساء'' أسباب غلاء الخدمات على الشواطئ بما فيها أسعار المأكولات والمياه إلى غياب المنافسة بالدرجة الأولى، ما يجعل التجار يفرضون منطقهم على المصطافين، كما أن الركود الذي تعرفه التجارة بالواجهة البحرية للمدينة على سبيل المثال بسبب نقص المرتادين يجعل هؤلاء يستغلون فترة الصيف لضمان ربح السنة. وتكشف مديرة السياحة أن المشاريع السياحية المنتظر استلامها في إطار البرنامج الخماسي الجاري 2010-2014 من شأنها فتح باب المنافسة أمام المستثمرين في مجال السياحة لتقديم خدمات أفضل وبالتالي تخفيض الأسعار.