دافع رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، عن دور المؤسسة العسكرية في إحداث التغيير المنشود، ونوه بقدرة الجيش على تغيير آليات الحكم ، ووصف التغييرات التي مست جهاز المخابرات بال "إيجابية" فيما حذر من تفاقم الأزمة الحالية وقال، إن البلاد "مخيرة بين التغيير أو الكارثة بعد ثلاث سنوات". قال حمروش في منتدى يومية "الحوار" أمس، " إن الأزمة القائمة تفاقمت أكثر مما كانت قبل الرئاسيات الماضية ، سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا وأوضح أن الجزائر "ضيعت عدة فرص للتغيير"، آخرها في 2014 ، ولم تعد هذه الفرص قائمة حاليا"، وقال إنه لا يعرف أسباب عدم حدوث هذا التغيير، إن كان نتيجة لعدم رغبة أصحاب القرار أو كانت هناك محاولة باءت بالفشل". ويرى رئيس الحكومة الأسبق، أن البلاد اليوم "تواجه خطرين" الأول يتمثل في الصراع بين المتمسكين بالوضع القائم، والثاني في عدم وجود حلول للأزمة الاقتصادية، وأوضح أن هذا الوضع القائم "يتغذى من التهويل، والتخويف والنقاش البيزنطي والخطاب التجريمي، وفي هذه الحالة الخطاب المبني على العقل غائب وهذا مشكل، واعتبر عدم تجسيد إصلاحات حقيقية خلال ثلاث سنوات القادمة، "سيقود البلاد إلى كارثة". وربط حمروش الخروج من الوضع الحالي "بتشكل إرادة وطنية" لأنه "عندما تكون هناك إرادة وطنية هناك مسعى وطني وعندما يقوم مسعى وطني هناك مكان للجميع"، لكن الدينامكية الوطنية التي تقود إلى توافق يجب أن يقودها النظام ولا يمكن أن تتم بدونه كما اعتبر الدعوة إلى انتخابات مسبقة "لا جدوى منها". وحول مسألة تغيير النظام ، قال حمروش إن النظام قائم على قاعدة "التوكيل المقدسة" التي تسمح بتغيير الرجال والمجموعات دون المساس بآليات عمل الحكم"، موضحا أن "الشخص الوحيد الذي لم يخضع لهذه القاعدة هو الرئيس هواري بومدين " كتفسير منه لاستعماله كلمة نظام وتأكيد لوجود فرق بين النظام والأشخاص" وأبرز أن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تلغي هذه القاعدة هي مؤسسة الجيش ، كما أن إلغاء هذه القاعدة "سيحل جميع أزمات البلاد". وفي سؤال حول الجهات التي يوجه لها حمروش هذه الرسائل، قال " أولا أتوجه إلى الرأي العام وأدرك أن هذه الرسائل تصل إلى هياكل الدولة ومن على رأسها ، وثانيا أتوجه إلى الجيش ليدرك خطورة الوضع". وأبدى حمروش تفاؤلا بشأن التغييرات التي مست مديرية الاستعلام والأمن ، وقال إن هذه التغييرات لم تقف عند الأشخاص لأن تغيير الأشخاص غير مفيد ، بل امتدت إلى تغيير الهياكل وتحويل المهام ، وهذا أمر جيد، واستدرك يقول" لا تفرحوا للذين سقطوا ولا تتشاءموا من الذين صعدوا ومشكلتنا ليست مع من ذهب أو مع من جاء، بل مع قاعدة التعيين ،لأن البلاد بحاجة لتغيير الآليات السياسية والاقتصادية".