أعادت وزيرة العدل الفرنسية، إحياء قضية رهبان تبحرين مع السلطات الجزائرية، مشيرة الى ان الملف لا يزال عالقا و"لابد من تسويته قضائيا لان عائلات الضحايا متمسكة باسترجاع حقها، والكشف عن الحقيقة كاملة غير منقوصة". وقالت كريستيان توبيرا، في ندوة صحفية عقدتها مع وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، أمس بإقامة الميثاق، ان السلطات القضائية الجزائرية والفرنسية تشتغل على ملف رهبان تبحرين، لحله بشكل نهائي لانه ملف شائك ولايزال -في نظرها- يعيق العلاقات. وقالت كريستيان توبيرا ان عدد الجهاديين في تنظيم داعش يقدر ب25 الف في سوريا، وذكرت انه تم كشف 2000 منهم بفرنسا، وقالت ان عدد الذين كانوا مرشحين لالتحاق بالجهاد في سوريا من فرنسا بلغ 700 شخص. وذكرت توبيرا ان فرنسا سجلت 250 عائد من سوريا و145 قتلوا بمعارك في سوريا. وقالت وزيرة العدل الفرنسية ان 77 بالمائة منهم بالغون. وأبرمت الجزائروفرنسابالجزائر العاصمة، اتفاقية للتعاون المؤسساتي في العدالة، تشمل مجالات مكافحة الإرهاب وإصلاح السياسة العقابية والتكفل بالأحداث وغيرها. وتهدف هذه الإتفاقية التي وقع عليها كل من وزير العدل، حافظ الأختام، الطيب لوح ونظيرته الفرنسية كريستيان توبيرا، إلى "تعزيز التعاون الثنائي الساري عن طريق ترقية تبادل المعارف والخبرات" بين البلدين. وتشمل هذه الإتفاقية أيضا الشق المتعلق بمتابعة النشاطات التي كان قد تم الإتفاق عليها مسبقا على غرار ترقية التعاون بين مدارس تكوين مهنيي العدالة والتوأمة بين المؤسسات القضائية. وفي هذا الإطار، أكد لوح أن العلاقة القائمة بين المؤسسات القضائية بالجزائروفرنسا خطت "خطوات معتبرة" من خلال التوقيع على سلسلة من الإتفاقيات المندرجة في إطار التعاون المؤسساتي والتي أعطت للشراكة الثنائية بين البلدين "بعدا إنسانيا كبيرا". وذكر بإعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين البلدين المبرم سنة 2012 من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والذي أصبح "الإطار القانوني الذي يدفع بالجانبين إلى المضي قدما في تعاونهما الثنائي". وفي هذا المسعى سجل لوح استعداد الجزائر لتحيين وتعزيز هذه الإتفاقيات "في ظل احترام تشريعاتنا ومراعاة المصلحة المشتركة للبلدين"، باعتبار أن التعاون القضائي أضحى في ظل العولمة "أمرا لا يمكن الاستغناء عنه خاصة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وبوجه أخص في مجال مكافحة الإرهاب". وأكدت وزيرة العدل الفرنسية أن مكافحة الإرهاب تتطلب كسب "المعركة ضد تجنيد" الإرهابيين والقضاء على التطرف من اجل تجفيف منابع الإرهاب. وأوضحت خلال محاضرة متبوعة بنقاش جرت بمعهد الدبلوماسية والعلاقات الدولية لوزارة الشؤون الخارجية أن "ظاهرة التطرف التي مافتئت تتطور في المجتمع وتنتشر لاسيما عبر الشبكات الاجتماعية".