فقدت بعض المرافق الرياضية والشبانية ببلدية الكريمية بالشلف الحديثة الإنجاز، طابعها التربوي والرياضي، وتحولت إلى أوكار للمنحرفين، وطالها التخريب بسبب الإهمال وغياب المتابعة والمراقبة الصارمة. لم يمر عن تدشين بعض المرافق سوى سنوات معدودات، حتى ظهرت العيوب، وثمار الغش في الأشغال وعدم إحترام المعايير المعمول بها رغم أنها إلتهمت من خزينة الشعب الملايير من الدينارات، من أجل خلق فضاءات للجمعيات والشباب لممارسة نشاطاتهم والمساهمة في النهوض بالرياضة الجوارية، وإكتشاف المواهب وصقلها وتوفير مناصب شغل لأبناء البلدية البطالين. ومن يعاين المركب الرياضي الجواري الحديث الإنجاز بمحاذاة الملعب البلدي عن قرب، يخيل له أن عمر هذه المنشأة الرياضية يعود لعقود من الزمن، بسبب العيوب الظاهرة، والتي لا تستدعي مختصين للحكم على أن الأشغال المنجزة مغشوشة. ويلاحظ بالأرضية التي شيد عليها المركب منذ فترة إنزلاق مستمر، وظهرت عيوب ومنحدرات، وانقلع البلاط من مكانه، وطالت التشققات جدران القاعات، وأصبحت البناية مهددة بالسقوط في أي لحظة، كما أن قاعة كمال الأجسام غير مهيأة، ولم يتم تركيب عداد الغاز الطبيعي رغم وجود شبكة الغاز، فضلا عن جهاز ضخ الماء معطل وزجاج النوافذ مهشم والإنارة العمومية غير متوفرة ويستغل بعض الشباب والكهول هذا المركب في النهار لممارسة الرياضة وقضاء أوقات الفراغ، ويتحول المركب في الليل إلى فضاء ملائم للمنحرفين لممارسة مختلف طقوسهم، دون رقيب أو حسيب، ما يعكس حقيقة غياب المتابعة والإهتمام وروح مسؤولية الحفاظ على ممتلكات الدولة. وقد إنتظر شباب المنطقة سنوات طويلة هذا المركب الرياضي الجواري لتجسيده على أرض الواقع، ليكون مؤسسة ذات طابع إجتماعي تربوي وترفيهي، وأصبح اليوم لا يحمل سوى الإسم، وهيكل بدون روح ووصمة عار للقائمين على القطاع والمسؤولين المعنيين في ظل النقائص الكبيرة المسجلة، مقارنة ببعض المركبات من حيث التجهيز والخدمات المقدمة لفائدة جمعيات الرياضية والشباب، حيث لا يتوفر هذا المركب على فضاءات للترفيه على غرار كافيتيريا أو مسبح، ويعاني نقصا في العمال المهنيين والإطارات، ويسيره إطار واحد، و5 موظفين متعاقدين، مكلفين بمختلف الأعمال، ينتظرون الترسيم في مناصبهم منذ سنوات. ملاعب جوارية مخربة وقاعة متخصصة مغلقة ومسبح بلدي لم ير النور ولم تسلم الملاعب الجوارية من الإهمال والتخريب ومعظمها بدون سياج خارجي وتجهيزات المرمى، ونفس الحال بالنسبة للقاعة المتخصصة المسماة لعريج جيلالي بحي المجاهد، حيث مرت سنوات طويلة عن إنجازها، ولا تزال أبوابها مغلقة في وجه الشباب، وتستغل قاعاتها كمكاتب لبعض الجمعيات، ضف إلى ذلك مشروع المسبح المتواجد داخل الملعب البلدي والذي إستفادت منه البلدية منذ قرابة 10 سنوات، ولم تنتهي به الأشغال ولم يدخل حيز الإستغلال إلى يومنا هذا. في حين يضطر معظم أبناء المنطقة من شباب وأطفال خلال فصل الصيف للمغامرة بأرواحهم واللجوء إلى سباحة الخطيرة بالسدود والأودية هروبا من الحر الشديد. ويتعجب شباب البلدية من إختيار المسؤولين أرضية غير ملائمة والشروع في إنجاز مسبح أخر قرب حي 190 مسكن، مع العلم أن المقاولة المكلفة بهذا المشروع لا تزال تصارع منذ أشهر للتخلص من المياه الباطنية التي تتدفق يوميا وعطلت سير الأشغال. وأمام هذا الوضع، يتساءل شباب المنطقة عن من يتحمل مسؤولية الحفاظ على ممتلكات الدولة من الإهمال والغش في الإنجاز؟ وأين هو دور الحركات الجمعوية والمديرية المعنية والجهات المختصة لمراقبة الأشغال المجسدة والمتابعة والصيانة الدورية؟