تسبب إلغاء الحكومة لمجموعة من المشاريع وتجميد كثير منها ، في تراجع مريع للصفقات الإشهارية، وهذا النقص الكبير يؤثر حتما على الصحف الوطنية. حسب آخر تصريحات وزير الاتصال، فإن قطاعه سجل تراجعا كبيرا في عائدات الإشهاربنسبة 50 بالمائة ، نتيجة الأزمة المالية وسياسة ترشيد الأموال. وحسب آخر ما تناولته وسائل الإعلام ، فبعض المناقصات ستلغى على مدار 15 يوما، لتسبب هي الأخرى في شح عائدات الإشهار ، خصوصا تلك التي تزود الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، ما انعكس سلبا على الوكالة إلى جانب المؤسسات الإعلامية على غرار الجرائد التي تعتمد أساسا على مدخول الوكالة من إشهار الصفقات العمومية. باتت أغلب المؤسسات الإعلامية، في الآونة الأخيرة تشهد وضعية مالية جد صعبة جراء الأزمة المالية ، ولم تستطع التكيف مع الوضعية ، فلجأت لمراجعة أجور عمالها كأفضل الحلول، فيما لم تستطع بعض الصحف الصمود وقررت التوقف عن الصدور بشكل نهائي . فالأزمة المالية أجبرت بعض الصحف على الاختفاء من الساحة تماما، وتستعد عشرات من الصحف الصغيرة لغلق مقراتها في الأسابيع القادمة بسبب نقص مداخبل. ودخلت الجرائد الخاصة ذات الانتشار الواسع، مرحلة شد الحزام والتقشف كجريدة الوطن الناطقة بالفرنسية ، التي تعتزم مراجعة شبكة أجور عمالها وتقليص النفقات، وجريدة الهداف الرياضية التي تفكر أيضا في جملة من القرارات لترشيد النفقات ، كالاستغناء عن مراسلي الفرق الصغري، وتوقيف بعض صحفيي ليبيتور والهداف الدولي والهداف اليومي ، ومراجعة رواتب البعض الأخر ، وكذا دراسة تقليص أيام صدور مطبوعاتها الثلاث، مع تركيز مجهوداتها على قناة الهداف التي لاقت نجاحا باهرا ، وهي كلها خطة استعجاليه وقائية من المؤسسة لتفادي إعصار الأزمة المالية ، فيما تتجه منافستها كومبتيسيون الناطقة بالفرنسية نحو نفس المصير. وقررت حسب تصريحات سابقة توقيف طبعة الجمعة كإجراء تقشفي، وجريدة النصر التي تعد إحدى أغنى المؤسسات الإعلامية في الجزائر ، تفكر هي الأخرى في تقليص النفقات وستعقد جمعيتها الاستثنائية شهر مارس القادم من أجل دراسة كيفية تقليص النفقات ومراجعة رواتب الموظفين . وقالت مصادر مطلعة من وزارة الإعلام والاتصال، إن السلطات لديها نية تطهير قطاع الإعلام الذي يعج بالعشرات من الجرائد التي تحولت إلى شركات لتحويل الأموال العمومية، دون تقديم أي خدمة إعلامية ، حيث تستفيد من صفحات إشهارية دون أن تسحب من المطابع.