جميلة تلك العبارات والجمل المعبرة التي تضمنتها رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى العاهل المغربي بمناسبة الذكرى 27 لتأسيس الاتحاد المغاربي. وجميلة أيضا ومعبرة تلك الجمل التي رد بها الملك المغربي محمد السادس على الرئيس الجزائري، ولكن هل يكفي أن تظل الشعوب المغاربية تعيش فقط على الأمل، الذي يتجدد على الورق مرة في كل سنة بمناسبة تبادل الرسائل التي أصبحت تقليدا لا أكثر! دعونا نتحدث بصراحة وبشجاعة أكثر من صراحة الرسائل المتبادلة بين قيادات البلدان المغاربية، والصراحة هنا تقتضي منّا أن نجيب عن السؤال التالي: لماذا استطاعت القيادات الأوربية أن تقفز على كل الحواجز و"الباراجات" الرسمية وغير الرسمية، ومكنت شعوبها من التنقل في ربوع القارة الأوربية الشاسعة بجواز سفر واحد وبعملة موحدة ودون تأشيرة، رغم اختلاف الأديان والأعراف والتقاليد واللغات حتى أصبح بإمكان الفرد الأوربي أن يتناول قهوة الصباح في انجلترا، ويتغدى في ألمانيا ويتعشى في فرنسا، بينما يعجز الفرد المغاربي عن ذلك، داخل دول الاتحاد ولا أقول داخل القارة الإفريقية، رغم وحدة الدين واللغة والعادات والتقاليد. أعرف أن بعض الرسميين ممن يطلعون على مضمون هذا السؤال، يعتبرونه "سخيفا"، وقد يضحك بعضهم من سذاجة صاحب السؤال وحجته في ذلك أنه مجرد كلام فارغ من صحفي لا يعرف مشاكل وتعقيدات السياسة، كما يعرفها الرسميون، وهنا نجد أنفسنا أمام سؤال آخر، هو لماذا تقلدون قادة أوربا ومهندسي سياسة قارتهم في كل شيء وتخالفونهم في سياسة الوحدة؟!