انضم الروائي الجزائري سمير قسيمي إلى دار العين المصرية للنشر لصاحبتها فاطمة البودي، والتي ستصدر تباعا جميع رواياته السابقة بالإضافة إلى روايته الجديدة ”أبواب.. سلالم ترولار”. وبعد شراكة طويلة مع دار الاختلاف الجزائرية وضفاف اللبنانية والدار العربية للعلوم ناشرون، يعود سمير قسيمي من بوابة دار نشر ستقوم بإصدار كل رواياته السابقة والبداية ستكون برواية ”الحالم”، ثم تأتي تباعا الروايات الأخرى ”تصريح بضياع”، ”يوم رائع للموت”، ”هلابيل”، ”في عشق امرأة عاقر”، ”حب في خريف مائل”. ويملك الروائي سمير قسيمي ست روايات حققت كلها نجاحا كبيرا وثناء من طرف النقاد، كما وصلت روايته ”يوم رائع للموت” للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية، وتجري حاليا ترجمة روايته ”حب في خريف مائل” إلى اللغة الفرنسية عن دار نشر فرنسية تدعى ”لوسوي”. وتكون البداية، مثلما أشار قسيمي، مع دار النشر المصرية، مع رواية ”الحالم” التي يتناول فيها قصة رضا خباد، بطل الرواية الذي يحضر عبر أزمنة وأمكنة متخيلة، تحفر حيناً في ذاكرته بحلوها ومآسيها، وتغوص أحياناً أخرى في خيالات هي في الحقيقة أحلام لم تتحقق. هكذا يبني الكاتب عالمه الروائي عبر خيال البطل الذي يبقى متوارياً عن هويته حتى النهاية، لكنك تعرفه فقط إن حاولت التركيز على بعض المشاهد دون غيرها، ويستوقف سمير قسيمي القارئ في بداية العمل، اعتراف الكاتب سمير قسيمي المقحم داخل الرواية بصفته الراوي العليم، والمقدمة وحدها تجعل القارئ يزداد شغفاً لتتبع الطريق التي يرسمها الروائي كي يعرف إلى أين ستقوده في النهاي. يتحدث الراوي في المقدمة عن نفسه بأنه سمير قسيمي الروائي الذي كتب أربع روايات، ويشير إلى حوار صحافي أجرته معه صحافية، ليتبين أنه لم يسرق رواية ”ثلاثون” من روائي آخر، ويمهد الكاتب للخوض في مسألة ظلت الشغل الشاغل للفلسفة، وهي قضية الوجود الإنساني وسؤال الزمن بين الحقيقة والزيف، أو فكرة الوجود والعدم، ورغبة الإنسان في الخلود مقابل مواجهته لعقدة ظلت آسرة مستبدة بفكره وهي الانمحاء والتلاشي ”عقدة الفناء”. للإشارة، يضع سمير قسيمي اللمسات الأخيرة على روايته ”أبواب.. سلالم طرولار” التي من المنتظر أن تصدر قريبا وهدا مقطع منها: ”ثمة خمس وسبعون رواية تناولت قصة اسم هذا الرضيع، لكن الكاتب لا تحضره الآن إلا رواية واحدة، ربما لأنها الأقل ثرثرة من سواها، وهي الرواية التي تقول أن ”المرأة ما” حين عرفت بحملها قررت منح ما في بطنها ثلاثة أمور لا غير يجدر بي ككاتب يحترم حتى شخوصه غير المحترمين أن يسردها بنحو يدفع القارئ إلى شيء من التعاطف مع هذه الأم الوضيعة. وهي أمور في النهاية لن أذكر منها إلا ما تعلق باسم الرضيع فحسب.. ولكن ليس الآن، فالأولى أن أتحدث أولا عن مكان وقوع هذه القصة التي توشك أن تبدأ، ولأنه سبق أن ”المرأة ما” تركت جمال أمام مدخل عمارة بيضاء، وما دام أن كاتب القصة لم يسبق أن سافر من قبل، فلا بأس الافتراض الآن أننا في الجزائر، في العاصمة على وجه الدقة”.