فؤاد ق من المرتقب أن يشرع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، خلال المرحلة القادمة، ترتيب البيت الداخلي للحزب قبيل انعقاد دورة اللجنة المركزية يوم 19 مارس من العام القادم، فتأجيلها كان بقرار من ولد عباس، في محاولة منه لكسب المزيد من الوقت خاصة وأن موجة الغضب ماتزال قائمة في هياكل الحزب انطلاقا من المكتب السياسي وصولا إلى اللجنة المركزية وقواعد الحزب بسبب التهميش والإقصاء الذي مس عدد كبير من المناضلين في الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت يوم 23 نوفمبر الماضي. وسيكون أول قرار يتخذه الأمين العام للحزب العتيد حسبما كشف عنه قيادي في الحزب ل " الجزائر الجديدة " هو إنهاء مهام عدد من أمناء المحافظات الذين خالفوا تعليماته في الانتخابات المحلية التي جرت يوم 23 نوفمبر الماضي، آخرها التعليمة الصادرة بتاريخ 11 ديسمبر 2017، حيث أمر باستشارته في مناصب المسؤولية حيث قال في تعليمته إن التعينات في مناصب المسؤولية يجب أن يخضع للأمين العام للحزب. يحدث هذا في وقت يقود عدد من أمناء المحافظات حراك للإطاحة بالأمين العام للافلان جمال ولد عباس، على رأسهم محافظ المسيلة والمنتخب حاليا في المجلس الشعبي الولائي الذي وجه أخيرا انتقادات لاذعة لوزراء سابقين وحتى حاليين في الحزب، وسيعسى جمال ولد عباس من وراء هذه القرارات قطع الطريق أمام خصومه خاصة المحسوبين على جناح الأمين العام السابق للحزب عبد العزيز بلخادم الذي أصبح ظهوره يزعج كثيرا خليفة عمار سعداني في الحزب العتيد، خاصة الذين فشلوا في بلوغ النصاب القانوني في الإطاحة به، ورغم ذلك يواصل " الحرس القديم " داخل الحزب في المطالبة بتنحيته على غرار عبد الرحمان بلعياط وعبد الكريم عبادة وغيرهما. وفي مقابل هذا الحراك، فإن وزير الصحة الأسبق جمال ولد عباس، يبدو غير مهتم لما يحصل في القواعد ويقول إن عهدته ستسمر إلى غاية 2020، وقال ولد عباس بخصوص ظهور بلخادم، " إنه ليس ضده كشخص، كما أنه لا يعتبره عدوا له، مشيرا بهذا الخصوص " بلخادم صديقي لكن علينا رص الصفوف لأن هناك أفلانا جديدا تحسبا لتسليم المشعل للشباب"، في إشارة منه إلى استبعاد الحرس القديم من هذه الطبعة الجديدة للحزب العتيد. وفي خضم حديثه عن تسليم المشعل للشباب، وإمكانية تخليه عن منصبه كأمين عام لحزب جبهة التحرير الوطني في دورة اللجنة المركزية القادمة المقرر انعقادها يوم 19 مارس القادم، لفت ولد عباس قائلا " إنه لن يترك مهمته على رأس الآفلان للشباب قبل موعد نهاية فترة تكليفه في عام 2020، مؤكدا بقاءه على رأس الحزب طالما أنه لن يتم إجراء أي مؤتمر استثنائي لاستبداله.