1-/ أنه ممدود لا ينتهي، فليس في مكان محدود من الجنة، بل ممتد فيها كما قال الله تعالى»وَظِلٍّ مَّمْدُود» قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرؤوا إن شئتم وظل ممدود» 2/ وهو كذلك دائم أبداً، لا ينقطع في زمان من الأزمنة، كما قال تعالى: «أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا» قال ابن مسعود رضي الله عنه:«الجنة سجيع كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس». والسجيع في اللغة: الاعتدال في الجو يقال: يوم سجيع إذا لم يكن فيه حر مؤذٍ، ولا بردٌ شديد. وبضد ذلك جهنم أعاذنا الله والمسلمين منها فإنها شديدة الحرارة: ظلها يحموم، وهبوبها سموم، كما في قوله تعالى»وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ» والسموم: الهواء الحار، والحميم: الماء الحار، والظل اليحموم: هو ظل الدخان، وهو حار أيضاً. فاجتمع عليهم حرارة الهواء وحرارة الماء، وحرارة الدخان، أجارنا الله منها بعفوه ورحمته. ومن المنن التي يعددها أهل الجنة لربهم عليهم أنه أبعد عنهم حرارة الهواء، إذا يقولون» فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ» شدة حر الصيف من نفس جهنم: من شدة حرارة جهنم أجارنا الله منها أن بعضها يأكل بعضاً، ويحطم بعضها بعضاً، وأشد حر نجده في الصيف ما هو إلا نفس من أنفاسها، وأشد ما نجد من يرد في الشتاء هو أيضاً نفس من أنفاسها كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير» قال ابن عبدالبر رحمه الله تعالى: وأحسن ما قيل في هذا المعنى ما فسره الحسن البصري رحمه الله تعالى: قال: «اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فخفف عني: قال: فخفف عنها وجعل لها كل عام نفسين، فما كان من برد يهلك شيئاً فهو من زمهريرها، وما من سموم يهلك شيئاً فهو من حرها»