كانت الجائزة مجرّد فكرةٍ تتخمّر داخل أذهان المؤمنين بها في دار "الجزائر تقرأ". ثمّ بدأت تتحوّل إلى حقيقةٍ بالإعلان عنها مطلع شهر أفريل، وفق شروطٍ توخّينا أن تكون متوازنةً ونائيةً عن التعسّف، مُمْهِلين الرّاغبات والرّاغبين في المشاركة فيها ثلاثة أشهر. فكان أن حرّكت مياهً سرديةً كانت راكدةً، بحيث انخرط البعض في كتابة روايةٍ جديدةٍ، وعمل البعض على إتمام روايةٍ كانت معلّقةً، وسَرَّع البعض من وتيرة رواية كانت تُكتب ببطء، فيما لجأ البعض إلى انتشال روايةٍ من غبار النّسيان. أي أنّ هناك حركةً أثمرها الإعلان عن الجائزة، ونرى ذلك من بين أهمّ أهدافها. مع حلول اليوم الأخير من شهر جوان، كان الموقع المخصّص لاستقبال المشاركات يضجّ بذلك، حيث استقبلنا 284 مشاركة، من 44 ولاية ومن جزائريين مقيمين في الفضاء الفرنسي.خضعت المشاركات، التّي كانت فوق الطّموح لتصفيةٍ أوّليةٍ، كما هو مبيّن في الإعلان الأصلي للجائزة، حيث تمّ استبعاد المشاركات المخلّة بأحد شروط المشاركة، وتولّت اللّجنة التي ترأسها الكاتب والباحث والأكاديمي الجزائري السّعيد بوطاجين وشارك في عضويتها كلّ من الأكاديمية والمسرحية الجزائرية جميلة مصطفى زقّاي والرّوائي العراقي المقيم في ألمانيا برهان شاوي والقاصّ المغربي أنيس الرّافعي والأكاديميّ والنّاقد الجزائري محمد الأمين بحري، على مدار شهرين، مهمّة استخلاص القائمة القصيرة، على أسس جمالية وأدبية بحتة.حرصنا في دار "الجزائر تقرأ" على أن ننأى بأنفسنا عن أيّ تدخّل في أشغال اللّجنة، التّي ارتأت، بناءً على معطياتٍ نصّيةٍ وجماليةٍ، أن تجعل عدد العناوين المشكّلة للقائمة القصيرة ستّةً عوضًا عن خمسة، وبعد مداولاتها، كانت اللّجنة قد أجمعت على أن تكون الرّوايات التّالية هي المشكّلة للقائمة القصيرة، مع ملاحظة أنّ التّرتيب هنا لا يخضع لمفاضلة معيّنة: "أوركسترا الموت" لآسيا رحاحلية، "رعاة أركاديا" لمحمّد فتيلينة، "حرب القبور" لمحمّد ساري، "هالوسين" لإسماعيل مهنانة، "كولاج" لأحمد عبد الكريم، "وادي الجنّ" لمبروك دريدي، كما نوهت اللّجنة بالرّوايات التّالية، وتوصي بنشرها، وهي، "لابوانت" لمحمّد جعفر ،«ملعون روما" لعمر بن شريّط، "عزلة الأشياء" للونيس بن علي، "النّوافذ الدّاخلية" لفيصل الأحمر. وستعمل دار "الجزائر تقرأ"، بناءً على توصية اللّجنة المحترمة، على نشر هذه الرّوايات، وفق عقود، إذا وافق أصحابها على ذلك.يقول المنظمون أنه إذا كانت الجائزة قد أنعشت، بشكل ما، المشهد الرّوائي الجزائريّ، فإنّ الثّقة التي حظيت بها من طرف الكتّاب الجزائريين على اختلاف أجيالهم واتّجاهاتهم وجهاتهم، والجدّية التّي ميّزت أشغال لجنة التّحكيم، والتّفاعل الكثيف لوسائل الإعلام مع المبادرة، قد أنعشتنا في دار "الجزائر تقرأ"، ووضعتنا أمام التزماتنا جميعِها.وسيحظى الروائي أحمد عبد الكريم الفائز بالجائزة الكبرى بمبلغ قدره 99 مليون سنتيم. ترجمة الرّواية إلى اللّغتين الفرنسية والإنجليزية. مسرحة الرّواية. طبعة جزائرية خاصّة للرّواية، ضمن منشورات «الجزائر تقرأ» وأخرى عربية مع دار "المتوسط". درع التميّز الرّوائي يلتزم الرّوائي الفائز بالانخراط في حملة وطنية لنشر ثقافة القراءة في وسائل النّقل. وستحظى الرّوايات الأخرى المدرجة ضمن القائمة القصيرة بطبعات خاصّة وفق عقود امتياز. ويحظى أصحابها بدروع التميّز الرّوائي. وجاء الإعلان عن الفائز خلال الندوة الصحفية التي عقدت بمقر دار الجزائر تقرأ، التي نشطها الناقد والكاتب "السعيد بوطاجين".يذكر أن الدورة الثانية لجائزة الجزائر تقرأ للإبداع الروائي ستنطلق في الفاتح من شهر جانفي 2019، في الوقت الذي تم تخصيص نفس الجائزة لفئة الشباب الذي تقل أعمارهم عن 25 عام، بعد الجدل الكبير الذي حدث بعد الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة.