أنها واحدة من الأصوات الأدبية الكبيرة ليس في الجزائر فقط لكن في المغرب الكبير والعالم أيضا. وفتح عمار انقراشن النقاش حول سيرة طاوس عمروش، وقال أنها كانت صوتا مختلفا في الأدب الجزائري هو صوت حداثي في الرواية، إذ عملت عمروش على إبراز صوت الفرد وتكريس الفردانية والإشادة بالذات في أعمالها في الوقت الذي كان فيه معاصروها مثل معمري وكاتب ياسين يكتبون في الجماعة وغرق بعضهم في طرح الموضوعات السياسية والمقاربات الإيديولوجية بطريقة تقليدية كلاسيكية. عملت طاوس عمروش على تفجير الرواية في طريقة البناء والكتابة ورسم الشخصيات والحديث عن الذات ومشاكلها فقد اتخذت عمروش من نفسها وجسدها وقضاياها كامرأة واجهة للكتابة. وأضاف المتحدث أن الطريقة التي طرحت بها طاوس عمروش مثلا مشكلة العذرية في روايتها "الوحدة والدتي" في أربعينات القرن الماضي تجعل منها صوتا أدبيا منفردا ومتفردا ومجددا. من جهة أخرى، كشف عمار انقراشن على هامش محاضرته أن طاوس عمروش انسحبت من الأكاديمية البربرية في باريس لأنها ترفض الانغلاق داخل "غيتو" الهوية.مسألة الهوية بالنسبة للكاتبة حسب المحاضر تبلورت بعد هجرتها إلى تونس ثم فرنسا، حيث كانت بالنسبة لها شكلا من أشكال اكتشاف الجذور والبحث عن النفس ليس في مواجهة الآخر والانغلاق على النفس لكن للانفتاح والذهاب لاكتشاف الآخر بثقة وإعزاز بالجذور والدليل أن الكاتبة لم تكن تعاني من عقدة الهوية أن مشكلة "البربرية" لم تتبلور في أعمالها ما عدا عمل واحد" الحبة السحرية" الذي تناول الأحاجي والثقافة الشفوية الأمازيغية. كما توقف عمار انقراشت في ذات المحاضرة عند طريقة الكتابة ورسم الشخصيات عند طاوس عمروش التي وصفها بالشخصيات الإشكالية غير المهادنة، بحيث برعت عمروش في اعتماد طريقة كتابة حديثة مقارنة بمعاصريها من الكتاب الجزائريين، حيث سعت منذ البداية إلى مواجهة السائد والمكرس سواء ككاتبة في طريقة مقاربة موضوعاتها أو في حياتها، حيث كانت مسيحية ومعارضة للاتجاه الاشتراكي للنظام وعقلية القبيلة التي كانت تعتبر أن الناس كلهم سواسية وكتلة متشابهة لهذا حرمت من المشاركة في التظاهرات الثقافية بعد أول مهرجان إفريقي احتضنته الجزائر وكان بمثابة قطيعة لعمروش مع بلادها.ودعا المحاضر إلى ضرورة تسليط الضوء على أدب الطاووس عمروش ودراستها والأهم أن تواصل نساء الجزائر بعدها الكتابة في مستواها أو أحسن منها. حيث شدد انقراشن قائلا "غير مقبول أن تكتب نساء الجزائر بطريقة أقل من تلك التي كتبت بها عمروش سواء في شجاعة الطرح أو في طريقة مقاربة الموضوعات".