كشف الباحث والناشر عمار انقراشن أن الطاووس عمروش لم تكن رمزا كما يقدمها دعاة البربرية، وانسحبت من الأكاديمية البربرية في باريس لأنها كانت ضد التقوقع على الذات وحصر النفس في قيتو البربرية. وأضاف عمار انقراشن على هامش محاضرته في منصة التكريم التي خصصت للكاتبة، أن الطاووس عمروش كانت ترى أن الأمازيغ لم يتمكنوا من القفز على القرون وبقوا في فترة ما قبل التاريخ، وهذه الحقيقية يرفضها دعاة البربرية ويسعون جاهدين إلى إخفائها ويستمرون في تقديم الطاووس عمروش كرمز لهم وهذا شيء صادم. وقال عمار انقراشن ل"الشروق" إن مجموعة من الجمعيات في بجاية تحضر لتنظيم ملتقى حول الطاووس عمروش تحتضنه بلدتها الأصلية إغيل علي ومنطقة تمزريث. الملتقى، حسب المتحدث لن تجري أشغاله في شكل محاضرات أكاديمية ولكنه سيجمع مجموعة من الكتاب والمهتمين بتراث هذه المرأة للحديث عنها كروائية وإنسانة وسيتم على هامش الحدث نشر آخر كتبها التي رأت النور في فرنسا عام 2014 بعنوان "مذكرات حميمية" وهو الكتاب الذي تكشف من خلاله الطاووس عمروش عن علاقتها بعدد من الكتاب والقامات الفكرية التي عاصرتها وعلى رأسهم زوجها "أندري بورديل" قبل أن تنتهي تلك العلاقة بالطلاق. وقد أكد عمار انقراشن خلال محاضرته التي احتضنتها قاعة "سيلا" بمعرض الكتاب أن الطاووس عمروش روائية سبقت زمانها وتفوقت على عدد من كتاب عصرها أمثال مولود معمري وكاتب ياسين، فقد عملت الكاتبة على إبراز صوت الفرد وتكريس الفردانية والإشادة بالذات في أعمالها في الوقت الذي كان فيه معاصروها يكتبون في فلك القبيلة والجماعة وغرق بعضهم في طرح الموضوعات السياسية، مؤكدا أن صاحبة "العزلة والدتي" سبقت عصرها بكثير سواء في طريقة الكتابة أم المواضيع التي طرحتها، كما رفضت أن تكون هويتها قيتو أو سجنا لها.