لا تزال العائلات القاطنة بالبناية الأثرية ''قصب الهند'' الواقعة أسفل حي ''سيرفانتيس'' تعاني الأمرين حيث تتقاسم هذه العائلات خوفها فيما بينها منتظرة لحظة انهيارها في أية لحظة، وما زاد الطين بلة هو عدم تحرك السلطات التي لا تزال تتفرج على حالة البناية التي ستسقط فوق رؤوس أفراد العائلات القاطنة بهذه الأخيرة. معاناة السكان داخل القبو تعود إلى زمن بعيد إذ صنفوا ضمن الخانة الحمراء، تقرر بموجب هذا التضييق أن لسكان البناية الحق في السكن التعويضي. غير أنهم لازالوا بداخل البيت القديم ينتظرون سقوطه فوق رؤوسهم في أية لحظة بحسب تصريحات قاطني البناية الذين عبروا لنا عن استيائهم مما أسموهم بتجاهل السلطات الوصية لوضعيتهم الصعبة بداخل البناية التي تفتقر تماما لأدنى شروط العيش حيث تسبب في سقوط بعض جدران هذه الأخيرة تسبب في انقطاع الكهرباء وتحطم قنوات المياه والصرف الصحي، مما ضاعف من معاناة العائلات بداخلها، ما جعلهم يعايشون خطر الموت يوميا بالرغم من الشكاوى العديدة التي رفعت إلى البلدية والولاية، غير أنهم لم يجدوا آذانا صاغية من أجل وضع حد لمعاناة طال أمدها إلى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. إضافة إلى هاجس الانهيارات المتكررة لأجزاء البناية، فإن العائلات تشكو من انتشار الصراصير والجرذان ما ينبئ بحدوث كارثة إنسانية في حقهم، ناهيك عن ركام البناية التي مر أكثر من سنة عن سقوطها، مما ألحق أضرارا كبيرة نتيجة تلوث المياه بقنوات الصرف الصحي التي تحطمت وبقيت ملقاة الأرض فيما لم تتحرك السلطات الوصية لحمله. أمام المعاناة التي يكبر حجمها لا تزال العائلات تناشد السلطات من أجل مد يد المساعدة وإخراجها من أزمتها بإعادة إسكانها.