- على ديوان حقوق المؤلف توجيه الدعوة لفنانين وموسيقيين مختصين لتكذيب هذه المزاعم أكد المايسترو والخبير الموسيقي قويدر بركان، أمس أن "الراي ليس مغربيا ومستعد للمناظرة بالأدلة والبراهين لإثبات صحة طرحه"، وأضاف قويدر بركان في تصريح ل«الجمهورية" بأن أغنية "الراي" جزائرية خالصة، ووصلت للعالمية بفضل أبنائها الجزائريين، ولو كانت فعلا مغربية لرأينا مطربين مغاربة عالميين في هذا النوع من الطبوع، وبلغة واثقة فيها الكثير من الحرقة والتأثر، أكد محدثتنا أن أي أغنية مهما كان نوعها، لديها هويتها ومناخها وبيئتها الخاصة بها، مبرزا أن الإرهاصات الأولى ل«الراي" ظهرت في ضواحي وهران، ولاسيما بالولايات المجاورة على غرار غليزان، سعيدة، عين تموشنت، سيدي بلعباس والشلف... حيث تبنت العاصمة الغرب الجزائري، كل النغمات التي كانت في البداية عن طريق آلة القصبة، ليقوم بعدها الأستاذ وعميد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري بتعديلها، وإضافة بعض "النوتات" لتكملة السلم الموسيقي، مضيفا أن المقام الوهراني لديه مساحات واسعة، وأن "الراي" لما ظهر للوجود انبثق لاحقا من الأغنية الوهرانية، وأن هذا النوع من الطبوع كان "بدويا" في بداياته الأولى، حيث ساهمت وسائل الإعلام المحلية وقتذلك في إبرازه والتعريف به، لاسيما وأن المدينة كبيرة وكانت تمتلك العديد من المقاهي والأماكن التي كان ينشط فيها شعراء البدوي المعروفين... ليقوم بعدها الفنان بلاوي الهواري بتعديل بعض الأمور في الأغنية البدوية، وإعطائها طابعا حداثيا بإضافة بعض الآلات الموسيقية على غرار "الأكورديون"، "القيتار"، "الكمان"، "الباص" وإيقاعات عصرية أخرى... وفي هذه الفترة بالذات ظهرا بعض المطربين الشباب الذين يرجع لهم الفضل في ابتداع أغنية "الراي" من أمثال "بوطيبة الصغير"، "الشيخة الريميتي" "بلمو"، "بوثلجة"... بنفيسة...إلخ، حيث أدخلوا نصوصا جديدة تختلف كلية عن الأغنية الوهرانية ما أحدث صدمة كبيرة في الوسط الفني وحتى الجانب النصي وصفها محدثتنا ب«اللامنطق". 70 بالمائة من النصوص ألفها شعراء الملحون أكد قويدر بركان في نفس المضمار أن 70 بالمائة من النصوص التي أداها بلاوي الهواري، المرحوم أحمد وهبي، الشاب خالد، هي ملك لشعراء معروفين مثل عبد القادر الخالدي، مصطفى بن براهيم، مقراني، المسايب، شارف بلخيرة... وغيرهم من الشعراء الفطاحل. طارحا السؤال كيف يزعم بعض جيراننا أن "الراي" أغنية مغربية وقد ألف الكثير من نصوصها هذه النخبة الكبيرة من الشعر الملحون؟. ولدى حديثه عن الشاب خالد أكد قويدر بركان، أن أغنية "الراي" برزت بشكل لافت للانتباه مع الشاب خالد، لصوته الخارق أولا وتوظيفه الصوت والأداء ثانيا، حيث أن العديد من أغانيه تميزت بالجرأة خصوصا بعد تغييره عن قصد أو قصيد بعض كلمات القصائد الشعرية التي كان يغنيها، مشددا على أن كل من يصرح عبر مختلف وسائل الإعلام الأجنبية بأن "الراي" مغربي، لا يمثل إلا نفسه ولا يجب اعتبار كلامه حقيقة مؤكدة ومطلقة، لأن المفردات والإيقاع وحتى طريقة الإلقاء لا تدل على أن هذا النوع من الأغاني مغربيا، متسائلا في نفس السياق، أنه لما غنى الشاب مامي "سعيدة بعيدة والماشينة غالية"، ولما أعاد الشاب خالد أغنية "وهران وهران... رحتي خسارة"، هل توجد مدينة في المغرب اسمها وهران أو سعيدة؟. خاتما تدخله معنا أنه حان الوقت للاستثمار في الفن، بعدما تحوّل إلى مادة استهلاكية ومورد اقتصادي تجني من ورائه بعض الدول آلاف المليارات، وتنشط بواسطته قطاعها السياحي والتجاري...إلخ موجها نداءه للمسؤولين المعنيين، بالتدخل من أجل دعم الفنانين من للمحافظة على تراثنا المادي واللامادي من الضياع وحمايته من أية سرقة أدبية محتملة، مشيرا إلى أنه حان الوقت للقائمين على قطاع الثقافة للاستعانة بتجربة وخبرة ذوي الاختصاص من موسيقيين وأكاديميين، للدفاع عن جميع طبوعنا الفنية بما فيها "الراي" باعتبارهم الأدرى بشؤون التراث الموسيقي ورصيده المعرفي الكبير والمتنوع. داعيا في الأخير مسؤولي الديوان الوطني للتأليف والحقوق المجاورة، توجيه الدعوة لفنانين وموسيقيين مختصين وأكاديميين، يملكون معلومات مفصلة حول تاريخ "الراي" من أجل تكذيب هذه المزاعم وإنصاف رواد ومطربي هذا التراث الجزائري الأصيل.