فيدرالية حماية المستهلكين تطلق حملة تحسيسية واسعة للحد من ظاهرة التبذير بالرغم من حملات التحسيس والتوعية، إلا أن ظاهرة رمي الخبز لا تزال تشهد ارتفاعا محسوسا في مجتمعنا، حيث أضحت العديد من شوارعنا وعماراتنا وأحيائنا، غارقة في أكوام من الأكياس المعبأة بالخبز، نتيجة قيام الكثير من العائلات الجزائرية برميه يوميا، في سلوك غير مسؤول وديكور شنيع ومؤسف يسيء إلينا ويخدش تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى اجتناب التبذير والاقتصاد في الاستهلاك، حفاظا على صحة الإنسان والدعوة إلى ترشيد ميزانية النفقات لدى الأسر صاحبة الدخلين المتوسط والضعيف. ولأن هذه الظاهرة المشينة باتت تؤرق الكثير من المواطنين والجمعيات التي تعنى بحماية المستهلك، في ظل تزايد ظاهرة التبذير لتمس مواد استهلاكية أخرى، على غرار الخضر والفواكه والأسماك والمشروبات الغازية، عادت بعض الأصوات الفاعلة في المجتمع الجزائري، لتطلق من جديد حملات توعية وتحسيس، عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تدعو من خلالها المستهلك إلى تجنب التبذير والإسراف في الأكل بكل أشكاله، وعدم رمي الخبز في الشوارع، حتى نقضي نهائيا على هذه الظواهر السلبية، التي ما فتئت تشهد تزايدا كبيرا في السنوات الأخيرة، خصوصا في الحواضر الكبرى، التي تعرف مستوى معيشيا مرتفعا بالمقارنة مع المدن الداخلية والجنوبية، التي تغيب فيها بشكل كبير مظاهر رمي الخبز في الشوارع والأحياء. وبالمناسبة وللحديث عن مشكل التبذير في الخبز، وما هي الإجراءات المتخذة في هذا الشأن، أكد زكي حريز رئيس الفدرالية الوطنية للمستهلكين، في اتصال هاتفي صباح أمس مع جريدة «الجمهورية»، أن الجزائريين يستهلكون يوميا من 45 إلى 50 مليون رغيف خبز، ترمى منه ما بين 10 إلى 12 مليون في اليوم، موضحا أن السبب راجع أولا إلى سعره الزهيد وثانيا إلى تراجع جودته حيث وبعد ساعتين من طهيه وإخراجه من الفرن تتراجع نوعيته، دون أن ننسى نقص احترافية العديد من الخبازين لاسيما الشباب منهم، وارتفاع سعر الكلفة بالمقارنة مع ثمنه المنخفض، خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التهاب فاتورة الكهرباء والماء والإيجار، مشيرا إلى أن اتحاد الخبازين الجزائريين طالب بمراجعة سعر الرغيف، كإجراء من شأنه رفع نوعيته ومحاربة ظاهرة التبذير التي أرجعها محدثتنا إلى سعره المنخفض والمقدر حاليا ب10 دنانير، ليكشف لنا أن فيدراليته، وكعادتها قامت بإطلاق حملات تحسيسية واسعة النطاق، من أجل تحسيس المستهلكين بضرورة، تجنب كل أشكال التبذير لاسيما في مادة الخبز، حيث نظمت الكثير من اللقاءات والندوات وتوزيع المطويات والنشر عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، معترفا في ذات السياق أنه وبالرغم من هذه الجهود الكبيرة، إلا أن الظاهرة لا تزال منتشرة باعتبار أن عوامل وأسباب التبذير لا تزال قائمة، خاتما قوله بأن الفيدرالية الوطنية للمستهلكين ستقوم مرة أخرى بمراسلة وزارة التجارة والوزارة الأولى لإعادة النظر في تسعيرة الخبز، أو على الأقل خفض وزنه من 250 غرام إلى 200 فقط، وهو ما يسمح للخبازين بزيادة نوعية وجودة هذه المادة الاستهلاكية التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين عبر كامل التراب الوطني. ليدعو في الأخير المواطنين إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك واقتصاد الميزانية والشعور بروح المسؤولية في تجنب رمي هذه النعم التي يحرم منها الملايين من سكان هذه المعمورة، لاسيما في الدول الإفريقية التي تعاني من المجاعة والفقر والحروب.