استهل المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2019 المقررة بالكاميرون 2019، بفوز غير مقنع وبشق الأنفس امام منتخب الطوغو، بعدما خلصت المباراة التي احتضنها ملعب مصطفى تشاكير بالبليدة سهرة اول امس الأحد، إلى نتيجة 1/0 من توقيع سفيان هني لاعب اندرلخت البلجيكي والذي جاء في شوط أول عرف أداء فوق المتوسط من رفقاء الحاضر الغائب رياض محرز، بعدما كانت المرحلة الثانية كلها لصالح الصقور الذين كانوا الأقرب لتحقيق التعادل بعدما سيطروا على مجريات اللعب، لدرجة ان هجوم المنتخب الجزائري كان عقيمًا، نتيجة غياب الحلول والأداء الباهت الذي أقلق كثيرًا أنصار المنتخب الوطني. ووسط حضور ما لا يقل عن 25 ألف مناصر للمنتخب الوطني، دخل رفقاء رايس مبلوحي المواجهة وسط حذر شديد جعل المنافس يأخذ أنفاسه في الربع ساعة الأولى من اللقاء، ورغم ذلك فإن كتيبة المدرب لوكاس ألكاراز تمكنت من العودة إلى الأجواء وسيطرت على وسط الميدان إثر تألق اللاعب نبيل بن طالب الذي غلق رفقة عدلان قديورة جميع المنافذ على رفقاء أديبايور الذي ظل معزولاً في الهجوم إثر الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه من طرف رامي بن سبعيني الذي كان موفقًا في مجمل تدخلاته إلى جانب يوسف عطال الذي أكد مرة أخرى أحقيته في تمثيل الألوان الوطنية، فيما كان ياسين ابراهيمي المايسترو وصانع جل محاولات المحاربين الذين أنهوا المرحلة الأولى لصالحهم وبهدف يتيم. عطال يؤكد علو كعبه ومحرز حاضر غائب خلال المرحلة الأولى وقف الجمهور الرياضي الجزائري وحتى بعض المواقع الرياضية لبعض الصحف العربية على الظاهرة الجديدة للخضر، والمتمثلة في اللاعب يوسف عطال الذي أكد علو كعبه في ثاني مشاركة له مع المنتخب الوطني، حيث قام بواجبه على أكمل وجه، فدافع وسد الفراغات وهاجم، كما صنع عدة فرص خطيرة على غرار الهجمة الخطيرة التي كانت له في الدقيقة ال 42 عندما قاد سلسلة من المراوغات جعلته يتخلص من 6 لاعبين للمنتخب الطوغولي إلا ان قذفته كانت بعيدة عن المرمى، ولو لا الإصابة التي تعرض لها في إحدى تدخلاته لواصل اللقاء مع زملائه، خصوصًا في ظل الركود الذي ساد لعب رياض محرز، هذا الأخير كان بمثابة الحاضر الغائب في المباراة، وكأنه يخوض مواجهة ودية، حيث ظهر كأن تفكيره كان شاردًا في العروض الأخيرة التي وصلته من عدة فرق كبيرة ، وهو ما وقف عليه عشاق المنتخب الوطني وأشار له رواد موقع التواصل الإجتماعي. أداء محير في الشوط الثاني ولعل السؤال الذي حير الجميع هو ماذا حدث في الشوط الثاني ؟ فالخطة التكتيكية التي دخل بها التقني الإسباني لوكاس ألكاراز ساعدت في أن يشن رفقاء أديبايور عدة هجمات خطيرة كادت ان تنتهي في شباك الحارس رايس مبولحي. كما نال الناخب الوطني نصيبه من الإنتقادات نتيجة المجازفة التي إتخذها عندما اعتمد على 3 مدافعين مع تحول سفيان فيغولي من مهاجم إلى مدافع أيمن، ولكن تعرض هذا الأخير لإصابة بعد 10 دقائق من دخوله كبديل في الشوط الثاني أخلط حسابات الناخب الوطني، وفوت فرصة على رياض بودبوز لأخذ مكانته، ناهيك عن إخراج ياسين ابراهيمي الذي كان أنشط عنصر فوق أرضية الميدان، في الوقت الذي كان فيه رياض محرز ظلاً لنفسه. عمل كبير ينتظر ألكاراز وبالرغم من أنه من سابق اوانه الحكم على التقني الإسباني الذي فاز بأول مباراة رسمية له وثاني مباراة على التوالي بعد الودية أمام غينيا إلا ان خياراته التكتيكية في أول خرجة رسمية أثارت نوعا من الجدل، فبغض النظر عن الخطة التي بدأ بها المواجهة والتي كانت حذرة رغم أن المواجهة لعبت داخل الديار توجد إشكالية أخرى والمتمثلة في إدراجه إسلام سليماني كرأس حربة رغم الأداء الذي قدمه في مباراة غينيا، حيث كانت هناك خيارات في مقعد الإحتياط، ولو أن مكانة بغداد بونجاح في مباراة أول أمس لا نقاش فيها. وتشير هذه المعطيات أن التقني الإسباني سيكون امام حتمية إعادة النظر في بعض الخيارات المتخذة على مستوى القائمة تحسبا لخوض المواجهات الرسمية في الرهانات المقبلة.