نجح الناخب الوطني الجديد لوكاس ألكاراز في تسجيل بداية موفقة مع المنتخب الوطني، بعد الفوزين المتتاليين الذين حققهما رفقاء القائد رايس وهاب مبولحي ضد غينيا وديا، ومنتخب طوغو لحساب الجولة الأولى من المجموعة الرابعة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019. التقني الإسباني الذي تم تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر في شهر أفريل الماضي، استغل الفترة القصيرة التي كانت أمامه، من أجل تحضير اللاعبين وإيجاد التوليفة اللازمة التي من شأنها أن تعيد الخضر إلى سكة الانتصارات رغم غياب الأداء المقنع في المواجهتين الماضيتين، إضافة إلى إعادة الثقة والروح المعنوية للمجموعة، وهما الأمران اللذان افتقدهما الخضر خلال الفترة التي تلت مغادرة المدرب الفرنسي اكريستيان غوركوف. ويأمل الناخب الوطني الكاراز في أن تتواصل سلسلة الانتصارات أطول فترة ممكنة، ويكون أداء المنتخب الوطني أحسن مما ظهر عليه وأكثر إقناعا من الناحية الفنية، حين يشرعون في خوض التصفيات المؤهلة لمنافسة كأس العالم 2018، ضد زامبيا ذهابا وإيابا شهري أوت وسبتمبر القادمين. الكاراز بحاجة إلى الوقت الناخب الوطني، ومنذ شروعه في مهامه على رأس العارضة الفنية للخضر، حاول أن يضع لمسته على التشكيلة الوطنية، وهذا بانتهاج خطة تكتيكية وضخ دماء جديدة في المنتخب الوطني، غير أن زملاء اللعب سفيان هني بحاجة إلى الوقت من أجل التأقلم مع إستراتيجية التقني الإسباني والتعود على طريقة اللعب التي ينتهجها، كذلك الحال بالنسبة لالكاراز حتى تظهر لمسته في التشكيلة. الدفاع أهم نقطة سيركز عليها الكاراز لا يختلف اثنان على أن الحلقة الأضعف في التشكيلة الوطنية حاليا هو الجدار الدفاعي، حيث لم يستقر المحوري الدفاعي على اسمين أساسيين منذ اعتزال الثنائي عنتر يحيى ومجيد بوقرة، كما عرف تراجعا في أدائه خلال اللقاءات الأخيرة، حيث تلقت شباك الخضر في المواجهات الست الماضية 11 هدفا. ورغم أن المدافع رامي بن سبعيني نجح في كسب مكانة أساسية في تشكيلة المنتخب الوطني، بعد الأداء العالي والمستوى الكبير الذي يقدمه منذ مشاركته أساسيا في كأس إفريقيا بالغابون، إلا أن إيجاد المدافع الثاني الذي يسانده في مهمته بات يشكل صداعا في رأس الكاراز الذي يحاول جاهدا من أجل إيجاد التوليفة اللازمة لمحور الدفاع قبل الشروع في تصفيات المونديال. نقص فعالية الهجوم يثير المخاوف عانى المنتخب الوطني الأمرين قبل أن يحقق فوزا صعبا أمام الطوغو هو الأول في خرجة رسمية منذ سبتمبر 2016. وصعب الخضر من مأموريتهم بسبب الفرص الكثيرة المضيعة خلال الشوط الأول من طرف لاعبين يملكون خبرة هجومية معتبرة، على غرار إسلام سليماني و رياض محرز، الأمر الذي جعل الكثيرين يطرحون تساؤلات حول تراجع الفعالية للمهاجمين في الآونة الأخيرة. ويبدو أن الناخب الوطني لا ينوي ترك المردود الهجومي «الباهت» لفريقه يمر مرور الكرام، وهو الذي لوح بوضع أي عنصر لا يقدم الإضافة المرجوة على كرسي الاحتياط مهما كان وزنه في التشكيلة. ووجه ألكاراز الدعوة ل 23 لاعبا بمناسبة المباراة الودية أمام غينيا والرسمية ضد الطوغو منهم 8 عناصر ذات نزعة هجومية. غير أن انخفاض النسق الهجومي الذي كان يعتبر من نقاط قوة الفريق في الفترة الماضية، كاد أن يكلف الخضر غاليا في مباراتهم أمام زملاء المخضرم إيمانويل اديبايور، الذي كان قريبا من الوصول إلى مرمى مبولحي في مناسبتين. يوسف عطال يتألق النقطة الإيجابية التي سجلت في المواجهتين الماضيتين للخضر، هي بروز اللاعب الدولي الشاب يوسف عطال، خاصة في أول مشاركة رسمية له مع المنتخب أمام طوغو. ويبدو أن خريج أكاديمية بارادو سيكون هو الحل الأمثل للمشكل الذي يعاني منه الرواق الأيمن لدفاع المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة. وشكل عطال (21 سنة) مفاجأة قائمة ال23 لاعبا التي كشف عنها المدرب الوطني، تحسبا للمواجهتين أمام غينيا الودية والطوغو، حيث كان مردوده في اللقاء الأخير أفضل من مشاركته المحتشمة ضد غينيا. ويأمل الكثير أن تكون هذه البداية الحقيقية لهذا اللاعب الشاب المتألق، لكي ينهي مشكلة منصب الظهير الأيمن ولا يكون هذا الأداء الجيد ظرفي فقط.