افتتح المنتخب الوطني لكرة القدم التصفيات الخاصة بكأس إفريقيا للأمم 2019، بتحقيق فوز صعب لكنه ثمين أمام نظيره الطوغولي، في أول خرجة له بقيادة المدرب الجديد لوكاس ألكاراز سهرة أول أمس الأحد بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة لحساب الجولة الأولى، ضمن المجموعة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم (كان 2019). بداية المواجهة تميزت بالحذر الشديد، حيث حاول رفقاء اللاعب محرز فرض طريقة لعبهم منذ البداية، إلا أنهم وجدوا صعوبات جمة في اختراق دفاعات المنافس، الذي كاد أن يفتتح باب التهديف في الدقيقة 16 بعد خطأ فادح في التقدير من الحارس مبولحي، لكن لحسن حظه أن المدافع بن سبعيني تدخّل مخرجا الكرة من على خط المرمى. بعدها عزز «الخضر» من ضغطهم على مرمى منتخب الطوغو، من أجل نقل الخطر إلى منطقتهم ومحاولة إيجاد الثغرة في دفاعه، لكن الحارس باسا جيري تألق وأبعد محاولة خطيرة من سليماني (18). وقام التقني الإسباني بالاعتماد على نفس التشكيلة التي اعتمد عليها في المباراة الودية الماضية ضد منتخب غينيا. كما اعتمد على ذات الخطة التكتيكية، وهي التي لم يعتد عليها بعد عناصر الخضر، ووجدوا صعوبة في التأقلم معها بشكل سريع. سفيان هني يسجل ويحرّر زملاءه عقب العديد من المحاولات الهجومية والفرص الضائعة للخضر، أتى المد الهجومي الجزائري بثماره عندما وزع سليماني كرة عالية بالرأس نحو زميله سفيان هني، الذي رفع بروعة الكرة فوق رأس الحارس مسجلا هدف المنتخب الوطني في الدقيقة 23 من عمر اللقاء، مؤكدا أحقيته بمكانته الأساسية في التشكيلة الوطنية، وانه صانع ألعاب مميز أيضا، حيث عُد واحدا من أفضل اللاعبين خلال المبارتين الأخيرتين للخضر؛ سواء ضد المنتخب الغيني في اللقاء الودي الذي جرى يوم الثلاثاء الماضي، أو في لقاء اليوم ضد منتخب الطوغو، حيث سجل فيهما هدفين، ليرفع بذلك رصيده إلى أربع أهداف في أربع مناسبات متتالية مع الخضر. شوطان متغايران التشكيلة الوطنية لم تتمكن من اللعب بنفس النسق خلال كل أطوار المباراة، وظهرت بعض النقائص الواجب تصحيحها على مستوى الخطوط الثلاثة. ففي الشوط الأول ضغط «الخضر» منذ البداية محاولين افتتاح باب التسجيل مبكرا، وكانوا أكثر تحركا فوق الميدان مقارنة بالمنتخب الطوغولي الذي لم يقم بالكثير في هذه المرحلة من اللقاء، حيث تكتّل معظم لاعبيه في الخلف، وهو ما صعّب مأمورية رفقاء اللاعب المتألق عطال. وفي مستهل المرحلة الثانية، عرف الخط الخلفي الجزائري الكثير من الارتباك خصوصا بعد الخروج الاضطراري للمدافع عطال؛ بسبب تعرضه لإصابة على مستوى الكتف، حيث تم تعويضه بزميله سفيان فيغولي في الدقيقة (46). وفضّل الناخب الوطني ألكاراز الاعتماد عليه في منصب ظهير أيمن بسبب نزعته الهجومية، ليمنح الإضافة اللازمة للقاطرة الأمامية بتحركاته وتوزيعاته. استفاقة الطوغوليين وتغييرات ألكاراز لم تأت بجديد ومع انخفاض نسق اللعب من جانب الخضر في بداية الشوط الثاني، استغل المهاجم المخضرم أديبايور غياب المراقبة ليروّض الكرة في منطقة الجزاء، ويسدد بقوة في الدقيقة (53)، لكن لحسن الحظ أن كرته مرت فوق المرمى، واستمر تراجع «الخضر»، مدافعين عن المكسب الضئيل، مما أعطى مزيدا من الثقة للطوغوليين، الذين حاولوا نقل الخطر إلى منطقة الحارس مبولحي، ومحاولة العودة في النتيجة. بعدها أجرى التقني الإسباني تغيرين أخيرين بإقحام هلال العربي سوداني مكان زميله ياسين براهيمي في الدقيقة 68 لإنعاش الهجوم أكثر، إذ حاول لاعب نادي دينامو زغرب الكرواتي أن يزيد من فعالية «الخضر»، لكن محاولاته باءت بالفشل. أُجبر المدرب ألكاراز على إجراء تغييره الأخير بإدخال المدافع كارل مجاني بشكل اضطراري مكان زميله البديل فيغولي، الذي تعرّض لإصابة على مستوى القدم. باقي فترات اللقاء عرفت صراعا على الكرة في وسط الميدان، وتهديدات محتشمة من الجانبين، ولم تكن محاولات سليماني (83) ومحرز (87) بالفعالية المطلوبة لتسكن الكرة الشباك. وفي وقت كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، كان اللاعب الطوغولي كوجو لامبا قريبا من خطف هدف التعادل على مرتين في الدقيقتين (89) و(90+2) بعد تمريرات من المخضرم أديبايور، فيما كانت آخر محاولة جزائرية من جانب هلال العربي سوداني، لكن كرته جانبت القائم قبل أن يطلق الحكم البوتسواني جوشوا باندو صافرة النهاية بفوز صعب جدا لكتيبة التقني الإسباني ألكاراز. انتصار مهم من الناحية المعنوية وستكون هذه النقاط الثلاث مهمة جدا لزملاء القائد مبولحي، الذين نجحوا في تحقيق انطلاقة جيدة في التصفيات الخاصة ب «كان 2019» المزمع إجراؤها بالكامرون، حيث ستشكل حافزا معنويا بالنسبة لهم من أجل المواصلة بنفس النسق، وتزيدهم ثقة في أنفسهم بعد سلسلة من التعثرات والانهزامات في المباريات الرسمية الأخيرة، ما سيسهّل من عمل الطاقم الفني وعلى رأسه المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز، الذي هو في أمسّ الحاجة إلى الوقت من أجل أن يتعود عناصره مع منهجيته واستراتيجيه وطريقة اللعب التي يريد أن يطبقها مع المنتخب الوطني، حتى يكون أفضل ويقدم نسوجا وعروضا كروية أجمل في قادم المباريات. لوكاس ألكاراز (مدرب المنتخب الوطني): كنا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل قال المدرب الوطني لوكاس ألكاراز في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراتهم أول أمس ضد الطوغو، إنهم كانوا قادرين على تحقيق نتيجة عريضة لو استغل المهاجمون الفرص التهديفية التي أتيحت لهم، مضيفا أن المهم هو الظفر بالنقاط الثلاث في افتتاح التصفيات المؤهلة ل «كان 2019». وصرح ألكاراز: «إنها المباراة الأولى لنا في التصفيات وكنا مطالبين بالفوز فيها. ضيّعنا الكثير من الأهداف في المرحلة الأولى، وهو الأمر الذي صعب علينا المأمورية في الشوط الثاني، وسمح لمنتخب الطوغو بنقل الخطر إلى منطقتنا. بدأنا اللقاء بشكل جيد وخلقنا الكثير من الفرص التهديفية. للأسف لم نتمكن من تسجيل سوى هدف هني. حاولنا أن نكون أفضل خلال الشوط الثاني، لكن إصابات عطال وفيغولي أخلطت أوراقنا، وتراجعُ الأداء البدني في 45 دقيقة الأخيرة كان منتظرا بالنظر إلى أننا في شهر الصيام. أضف إلى ذلك أن المواجهة جرت مع نهاية الموسم في جميع البطولات». كما كشف المتحدث أنهم قاموا بتحليل طريقة لعب الفريق المنافس قبل مواجهته، قصد وضع استراتيجية وخطة لعب فعالة للتفوق عليه، مشيرا إلى أن كل خطة يتم انتهاجها يلزمها بعض الوقت حتى يتأقلم اللاعبون عليها. لهذه الأسباب غيّر منصبي بن طالب وفيغولي. وبخصوص إشراك بعض اللاعبين في غير منصبهم الحقيقي، على غرار بن طالب الذي لعب قريبا من المدافعين، وسفيان فيغولي الذي شارك كظهير أيمن، قال المدرب الوطني: «بالنسبة لي، بن طالب هو لاعب وسط ميدان، وعندما تمتلك لاعبين في الهجوم سأكون مضطرا لأن نختار لاعب وسط يُخرج الكرة بالشكل الجيد مثل نبيل. أما عدلان فأراه مكملا لبن طالب، وأنا سعيد بمردوده. وفيما يتعلق بفيغولي فإشراكه في الجهة اليمنى من أجل إيجاد حلول هجومية، وهو لاعب هجومي في حد ذاته، ما جعلني أفضله على مجاني في هذه المباراة». وفضّل الناخب الوطني عدم الحديث عن مردود كل عنصر في التشكيلة الوطنية، مؤكدا أن أي لاعب يراه بعيدا عن مستواه سيكون مصيره الاحتياط بدون شك حتى ولو كان ذلك رياض محرز أو لاعب آخر، على حد تعبيره. من المبكر الحديث عن لقاء غامبيا وختم ألكاراز تصريحاته بالتطرق لمباراة الجولة الثانية من تصفيات «كان 2019» التي سيلاقون فيها منتخب غامبيا، إذ أكد أن الوقت مازال بعيدا من أجل التكلم عن هذه المواجهة، وقال: «من المبكر أن نتحدث عن مباراة غامبيا الآن، فهي مازالت بعيدة، وسنعمل على تحضير اللاعبين وإعدادهم جيدا، وتحسين أدائهم أكثر فأكثر حتى يكونوا في الموعد خلال المواعيد المقبلة». كلود لوروا (مدرب الطوغو): كنا قادرين على التعادل قال مدرب منتخب طوغو، كلود لوروا أول أمس، أن لاعبيه ضيعوا العديد من الفرص السانحة للتهديف، و كانوا قادرين على العودة ولو بالتعادل من تنقلهم الى الجزائر، لملاقاة الخضر في أولى جولات التصفيات المؤهلة لكاس إفريقيا للأمم 2019 بالكامرون. وقال المدرب الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة: «أتأسف كثيرا على الهزيمة، لان تحقيق نتيجة ايجابية كان ممكنا أمام فريق جزائري في المتناول، خصوصا في الشوط الثاني، لقد خانتنا الفعالية أمام المرمى في هذه المباراة، وتلقينا هدف من خطأ ساذج». ورغم هذا التعثر، عبر مدرب منتخب طوغو عن اعتزازه وفخره بمردود لاعبيه قائلا: «أقدم التهاني لفريقي الذي لعب مباراة محترمة، كنا قادرين للعودة الى والطوغو على الأقل بنقطة واحدة، أنا فخور بفريقي رغم الخسارة التي منينا بها أمام منتخب قوي يضم لاعبين مميزين، لأننا نمتلك لاعبين شبان واغلبهم ينشطون في فرق صغيرة و هذه المرة الاولى التي يشاركون فيها مع المنتخب الأول، لقد خلقنا العديد من المشاكل للمنتخب الجزائري في الشوط الثاني لأننا عملنا كثير في الجانب التكتيكي، ولاعبونا كانوا على دراية بما يقومون به». وأبدى التقني الفرنسي كلود لوروا إعجابه الكبير بالمنتخب الوطني والتشكيلة الحالية التي تضم العديد من اللاعبين الجيدين و الموهوبين حسب تعبيرهن حيث أضاف بقوله خلال هذه الندوة الصحفية :« منتخب الجزائر جيد والجزائر لم تمتلك جيلا موهوبا مثل الحالي منذ الثمانينات والتسعينات، لا استطيع تقييم الجزائر فعملي هو تقييم فريقي، وكل مدرب يأتي بطريقته الخاصة ويسعى دائما من اجل أن يقدم الإضافة، والمدرب في المنتخب الجزائري لا يجد مشاكل كثيرة بفضل المواهب الموجودة فيه «. إيمانويل أديبايور (مهاجم الطوغو): حزين لهذه الهزيمة وفخورون بما قدّمناه أكد قائد المنتخب الطوغولي أديبايور أنه فخور بمنتخب بلاده رغم الخسارة ضد المنتخب الوطني في افتتاح مباريات دور المجموعات من تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2019. وقال نجم منتخب الطوغو خلال الندوة الصحفية أول أمس: «المباراة كانت معقدة بالنسبة لنا أمام فريق جزائري غني عن التعريف يملك محرز، الذي يعتبر من أفضل اللاعبين في إفريقيا. المنتخب الطوغولي مشكّل من لاعبين شباب يخوضون المباراة الدولية الأولى لهم. الأداء كان مشرفا، ولن نخجل من هذه الهزيمة. بالنظر إلى مردودنا في الشوط الثاني كنا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل بكثير. تصفيات الكان صعبة جدا، وينتظرنا لقاء داربي في الجولة المقبلة ضد البنين».وخلال رده عن سؤال حول الفرق بآخر تشكيلة للخضر التي واجهها في كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا وبين تشكيلة أول أمس، قال إن المنتخب الجزائري تطور كثيرا ويمتلك لاعبين موهوبين مثل رياض محرز الذي تُوّج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا؛ «الفرق هو أن منتخب الجزائر لم يكن يمتلك أحسن لاعب في إفريقيا في 2013، ولكن الآن لديكم اللاعب رياض محرز».