يعيش سكان قرية المزاينية حوالي 10 كلم من بلدية أولاد بن عبد القادر جنوب غرب ولاية الشلف ظروفا مزرية وقاسية منذ سنوات جراء التهميش واللامبالاة كما وصفوها، لاسيما إهتراء الطرقات وصعوبة توفير المياه الصالحة للشرب ومصير أبنائهم الدراسي الغامض والمهدد بالتوقف نتيجة انعدام النقل المدرسي وافتقار الشباب للمرافق الثقافية والترفيهية ، ليبقى قاطنوها يحلمون بغد جديد يخلصهم من هذه النقائص والحياة البدائية التي ما يزالون يحيونها في قرية لا صوت يعلو فوق صوت الشكاوى . فالطرقات بهذه القرية النائية لم تشهد عمليات تهيئة إطلاقا ، فهي على الرغم من قدم المنطقة لا تزال مسالكها ترابية تعيق حركة السير، كما تعيق أيضا أصحاب حافلات نقل المسافرين الذين امتنعوا عن دخولها خوفا من أن تعلق مركباتهم في التربة و حتى أصحاب الشحنات اشتكوا منها لانها تسببت لهم في أعطاب أثقلت كاهلهم ، وبالتالي فهي تشكل مصدر إزعاج للسكان الذين عبروا عن استيائهم الشديد حيال تماطل السلطات المحلية في حل المشكل المتفاقم في كل فصل شتاء بسبب الأوحال والبرك ،فهم يطالبون من السلطات المحلية بضرورة الاهتمام بانشغالاتهم وتخليصهم من هذا المشكل الذي طال أمده .و بالرغم من الطلبات العديدة التي قدموها للمسؤولين المحليين إلاّ أن الحال لا يكذب . الماء ساعة واحدة كل أسبوعين ومن المشاكل التي صاحبت سكان المزاينية لسنوات هو مشكل ندرة المياه الصالحة للشرب ، فتوفير هذه المادة الضرورية بات يتطلب معاناة كبيرة ، بدأ بالبحث عنها في المجاري المائية والينابيع فيعتمدون في ذلك على البئر التقليدي فينقل الأطفال الدلاء الثقيلة إلى منازلهم بأيديهم و على ظهورهم أو على ظهور الحمير و أحسن الناس حالا من يستنجد بالصهاريج و بأثمان باهظة فالباعة المتنقلون يرجعون غلاءها إلى تدهور الطرقات ، يأتي هذا المشكل في وقت تتوفر فيه المنطقة على أكبر سد بالولاية والذي حسب القائمين عليه وبعد دخول محطة تحلية مياه البحر الخدمة أصبح يستعمل في سقي الأراضي الفلاحية وإمداد الولايات المجاورة بمياه السقي ، لكن الأغرب من ذلك هو أن أقرب منطقة منه لا تستفد من مياهه بل تُمون من الخزان الوحيد في القرية فتزور مياهه الحنفايت مرة واحدة كل أسبوعين و لمدة ساعة فقط ، حيث أكد السكان أن حدة الأزمة تزداد كل صيف والذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة الحيوية ، مضيفين أنهم منذ فترة طويلة وهم على هذا الحال بافتقارهم لأهم مادة يحتجونها في استعمالاتهم اليومية . النقل المدرسي حلم التلاميذ كما عبر أولياء التلاميذ عن مشكل أرّقهم طويلا جعل أبناءهم عرضة لجميع الآفات بسبب انعدام المؤسسات التربوية بالقرية المنعزلة لأن هذه المرافق التعليمية من شأنها أن تبعد عنهم الأمية والعزلة والتخلف مؤكدين أنه بسبب بعد المتوسطة والثانوية فرض على أبنائهم إما التوقف عن الدراسة أو تحمل عناء قطع مسافات طويلة إلى غاية أولاد بن عبد القادر ، في الوقت الذي وفرت فيه مصالح البلدية حافلة مدرسية لنقلهم إلا أنها لم تف بالغرض ، فالحافلة تقوم بإيصالهم مرة في الصباح وإرجاعهم مرة في المساء ، وهو الأمر الذي أثار مخاوف التلاميذ الذين يقضون وقت الفراغ و خصوصا عند الزوال في الشارع لعدم وجود مكان ينتظرون فيه حلول دوام المساء فالمؤسسات التربوية لا تسمح لهم بالبقاء في هذه الفترة و لكم أن تتصوّروا مدى المخاطر التي قد تنجم عن هذا الوضع بسبب مشكل النقل وخصوصا في ظل ارتفاع درجة الحرارة . هذا بالإضافة إلى لجوء بعض التلاميذ الذين يدرسون على التاسعة أو العاشرة صباحا ، إلى التنقل مشيا على الأقدام أو الاستعانة بأي وسيلة نقل أخرى إن وجدت، فهي أسباب قاهرة حتمت على الكثير من الطلبة التوقف عن الدراسة واختيار عالم البطالة . سدّ سيدي يعقوب يقتل أطفال و شباب كل صيف كما أضاف السكان بأن انعدام المرافق الترفيهية والرياضية بات يهدد مستقبل أبنائهم بالانحراف أو بالموت، حيث أصبحوا يقضون جل أوقاتهم في سد سيدي يعقوب باعتباره الأقرب إليهم ، ليقضوا أوقاتهم في السباحة رغم خطورتها ورغم إدراكهم بأن هذا السد أودى بحياة الكثير من أمثالهم ، فهم يصرون في كل صيف على الاستجمام بهذا السد في غياب المرافق الترفيهية ، حيث أكد شباب وأطفال المنطقة أنه يوجد مسبح واحد فقط في بلدية وادي السلي والتي تبعد عنهم بأزيد من 15 كلم فهي مسافة بعيدة حسبهم ، فهم يجولون ويصولون في الشوارع في ظل انعدام أي مرافق للتسلية و قضاء وقت الفراغ وتفريغ الطاقات ،مناشدين الجهات الوصية بضرورة توفير ملعب فقط يمارسون فيه الرياضة.