من المقولات المتداولة مناسباتيا : «وراء كل رجل عظيم امرأة». و لأن المناسبة , هي مناسبة الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل (الخمس+واحدة), فإن الفضول دفعنا إلى البحث عن المرأة التي كانت وراء «ألفريد نوبل» نفسه ,كونه أحد (العظماء) الذي استطاع أن يغطي بإنشاء الجائزة التي تحمل اسمه , على اختراعاته الجهنمية في مجال تطوير مختلف أنواع المتفجرات بدءا بالديناميت و مشتقاتها . غير أن بحثنا اصطدم بوجود ثلاث نساء في حياة العالم السويدي رغم أنه لم يتزوج ؟ أولاهن روسية رفضت الزواج منه ,و بالتالي يمكن استبعادها من القائمة . الثانية هي الكونتيسا بيرثا كينسكي ذات الأصول النمساوية التي كانت سكريتيرة لألفريد نوبل , غير أنها فضلت عليه عشيقها الأول البارون «آرثر غانداكار فون ستنر» الذي تزوجته , فاسحة المجال لامرأة ثالثة من فيينا اسمها «هيس صوفي». و لا اعتقد أن أيا من المرأتين كان لها تأثير ما على نوبل , لأن جميع اختراعاته الهامة كانت قبل التعرف عليهما في نفس العام (1876) أي 20 عاما قبل وفاته , و 9 سنوات بعد اختراعه مادة الديناميت . و مع ذلك يعتقد بعض كتاب سيرة العالم السويدي , أن الكونتيسا بيرثا كان لها بعض التأثير في كتابة وَصِيّته التي ضَمَّنها تأسيس الجوائز الخمس التي تحمل اسمه, و ذلك بدفعه إلى إضافة الجائزة الخامسة الخاصة «بالسلام» , و التي كانت هي إحدى المستفيدات منها . و مع ذلك لا نعتقد أن نوبل العالم, كانت وراءه أي امرأة بما فيهن أمه , و هو الذي لم يظهر تأثرا كبيرا لوفاة أخيه الأصغر مع 4 عمال جراء انفجار ورشة لتحضير المواد المتفجرة, و استمر في تطوير و تحسين أنواع المتفجرات , و في إنشاء مصانع الأسلحة (بلغ عددها 90 مصنعا). و لكن القشة التي خدشت ضمير الفريد نوبل و دفعته في اعتقادنا إلى التفكير في تخصيص ثروته للجوائز العلمية , هي الصدفة التي جعلته يعرف موقف الناس منه قبل وفاته بثمان سنوات , عندما توفي شقيق له «اسمه لودفيج» في فرنسا سنة 1888, غير أن إحدى الصحف نعت- خطئا - ألفريد نوبل بدله, تحت عنوان «موت تاجر الموت» . و لعلها الكلمات التي جعلت العالم السويدي يراجع سجلات حياته كلها باحثا عن طريقة لتغيير صورته لدى الناس بعد وفاته , فكان ميلاد جائزة نوبل التي غطت صورها السنوية صورة «تاجر الموت» في أذهان الناس . و إذا ثبت , بأن الكونتيسا بيرثا , هي من تكون قد أقنعت ألفريد نوبل , بإضافة جائزة السلام إلى جوائزه السنوية , فالأولى أن يحتفي المسلمون كل عام بهذه المرأة , لأنها أتاحت لهم الحصول على هذه الجائزة , من بوابة السلام أكثر من الحصول عليها من البوابات الخمس الأخرى. إذ من بين (585 ) جائزة منحت منذ 1901 لحوالي 923 شخصا و 27 مجموعة أو منظمة , لا يوجد سوى 10 من المسلمين نالوا الجائزة , سبعة منهم حصلوا على جائزة السلام و معظمها بالاشتراك مع آخرين . و المفارقة , أن معظم المسلمين الذين نالوا جائزة نوبل للسلام , ما زالت بلدانهم تفتقر إلى السلام , بسبب تدخلات دول تعد من أكثر البلدان نيلا لهذا النوع من الجوائز؟