مع اقتراب موسم الشتاء يبقى النقل المدرسي لتلاميذ القرى بتيارت محل بحث من قبل المتمدرسين الذين يجدون أنفسهم في وضع صعب في ظل غياب حافلات التضامن الوطني وحتى منها التابعة لمصالح البلدية فهي إما قديمة أو معطلة أو أن توزيعها عبر البلديات ال 42 غير كاف لتغطية العجز الحاصل الآن في توفير مركبات لنقل التلاميذ إلى مؤسساتهم التعليمية فنجد تلاميذ متوسطة مالك بن نبي الواقعة ببيبان مصباح والقاطنين بقرية سي عبد المؤمن والتابعة لبلدية عين بوشقيف يقطعون يوميا مسافة 12 كلم ذهابا وإيابا للالتحاق بمقاعد دراستهم فمنذ الساعات الأولى من الصباح يضطرون إلى الاستعانة بسيارات الخواص أو قد يتكفل أحد قاطني القرية بنقلهم على متن شاحنته للالتحاق بمقاعد دراستهم . و هو وضع استاء منه الأولياء كثيرا في ظل غياب حافلات النقل المدرسي ولم يعد هذا المشكل يطرح فقط على هذه القرية وإنما تعدى إلى مناطق نائية أخرى كتوسنينة وعين الحديد وحتى ببعض القرى القريبة من عاصمة الولاية الذين يقطعون أكثر من 14 كلم يوميا للتمدرس ببلدية ملاكو القريبة من قريتهم فهذا الوضع قد استمر طوال سنوات دون إيجاد الحلول الكفيلة والقضاء ولو تدريجيا على مشكل النقل المدرسي وإن توفر حاليا مديرية التربية أكثر من 120 حافلة وبما في ذلك مصالح البلديات وإن وجدت أصلا قد تضمن فقط الحافلات لنقل التلاميذ في الساعات الأولى من الصباح ليضطر بعدها المتمدرسون العودة إلى منازلهم مشيا على الأقدام وبما أن أغلب القرى والمداشر بتيارت يعاني سكانها من الفقر نتيجة البطالة مما أثر سلبا على أبنائهم ما قد دفع بالعديد منهم إلى ترك مقاعد دراستهم في سن مبكرة وإن يعاني منه كثيرا سكان البدو الرحل فالأرقام تشير إلأى أن 90 % من أبناء البدو الرحل ينقطعون عن الدراسة بسبب غياب النقل المدرسي .