يعرف الدخول المدرسي لهذا العام بتيارت عدة مشاكل ولم يتمكن القائمون على القطاع من الحد منها فمشاريع مؤسسات تربوية عديدة لم تسلم بعد وهذا حال البعض منها بكل من توسنينة والسوقر فأربع مجمعات لم تسلم بعد مما يضطر التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة أما بمدينة تيارت يبقى استلام إكماليتين،الأولى من نوع قاعدة 06 الواقعة بحي الرحمة و التي تحتوي على 16 قسما و مخبريين علميين و قاعة متعددة الرياضات بطاقة استيعابية قدرها 600 مقعد مدرسي، أما الثانية هي قاعدة 05 من مجمع يتكون من 13 قسما و مخبر علمي،قاعة متعددة الرياضات مع العلم أن الإكمالية الثانية انتهت الأشغال بها في انتظار تزويدها بالكهرباء و من ثمة تدخل حيز الخدمة متعلق ومرهون بمدى استكمال الأشغال والمشكل الذي يطرح هو مدى عدم احترام المقاولات آجال الاستلام وبما في ذلك مكاتب الدراسات وفق مخطط عمل مدروس حول المعايير المطلوبة في إنجاز المرافق التربوية. وبالمقابل أيضا نشير أن هذا العام التحق أكثر من 236 ألف تلميذ بمقاعد الدراسة عبر الأطوار الثلاث وتبقى مؤسسات تربوية خاصة في طور الابتدائي والثانوي تعانيان من الاكتظاظ داخل الأقسام إذ وصل عدد التلاميذ 40 تلميذا في القسم الواحد وهذا مرهون بمدى تسليم المؤسسات التعليمية المتأخرة منذ الشروع في إنجازها لأكثر من سنة الشيء الذي نتج عنه ما يعرف بالتسرب المدرسي خاصة لدى سكان القرى والمداشر أما البدو الرحل فلا يستفيد أبناءهم تماما من التمدرس لتبقى هذه الفئة الاجتماعية خارج حسابات قطاع التربية في انتظار إيجاد حلول فمشكل نقص الحافلات لنقل التلاميذ حيث يستفيد من هذه الخدمة 21 ألف تلميذ القاطنين بالقرى والمداشر لكن 195 حافلة لا تفي بالغرض وغالبيتها تعاني من القدم والإهتراء أو أنها معطلة ولذا يضطر تلاميذ القرى في غالب الأحيان إلى قطع ما يزيد عن 4 كلم وهذا حال دواوير بلديات عين الحديد وتاخمرت وبعض المناطق النائية التي تنقطع فيها حركة المرور ومن جهة ثانية اشتكى أولياء التلاميذ من نقص الكتاب المدرسي الذي بقي محل بحث بالأرصفة والطرق أو ارتفاع أسعارها مما يضطر التلميذ تتدبر أموره إذا ما تحدثنا هنا عن ذوي الدخل الضعيف أو الفقراء القاطنين بالدواوير وتعتمد عائلتهم فقط على النشاط الفلاحي. ***فوضى بمديرية التربية وقرارات ارتجالية تعرف مديرية التربية منذ الدخول المدرسي فوضى عارمة فمنذ الساعات الأولى من الصباح يشهد البهو الرئيسي للمديرية أو حتى مختلف المكاتب توافد كبيرا لأولياء التلاميذ ومستخدمي القطاع من العمال والأساتذة فاختلط الحابل بالنابل وحسبما فهمناه خلال زيارتنا بمقر مديرية التربية أن أولياء التلاميذ يترددون يوميا ومنذ الساعات الأولى من الصباح للحصول على إمضاءات تحويلات أبنائهم من مؤسسات إلى أخرى أو إيداع طلبات إدماج أطفالهم البالغين السن القانوني بالسنة أولى ابتدائي والمحدد بست سنوات والحصول على الإمضاءات إلا أنها تبقى حبيسة الأدراج كما ان العمال وبما فيهم الأساتذة الذين أودعوا مختلف طلباتهم المتعلقة بسنوات العمل للمساعدين التربويين مثلا فهناك حالات منذ 2008 تنتظر الإمضاء وقرارات الترقية هي الأخرى منذ أشهر تنتظر أضف إلى هذا ملفات تسوية الوضعية العالقة للمسار المهني وحركات للتنقلات والتعيينات هي الأخرى بقاعة الانتظار دون الإمضاء عليها وضع اشمئز منه الموظفين وأولياء التلاميذ في آن واحد وطالبوا بوضع حد لما أسموه ببيروقراطية الإدارة وأشار أحد أولياء التلاميذ أنه قضى عدة ساعات في اليوم المحدد للاستقبال وهو الثلاثاء دون أن يتم استقباله والاستماع إلى انشغالاته. كما تعرف العديد من المؤسسات التربوية وهذا حال متوسطة بلدية الدحموني التي دخل فيها أولياء التلاميذ في صراع مع مدير المؤسسة بعد أن رفض تحويل أبنائهم القاطنين بالبلدية وفضل أن يحولوا إلى متوسطة بعيدة في حين استفاد عدد آخر من تحويلات وبكل بساطة وقد دخل أساتذة الثانوية الجديدة بعين بوشقيف في إضراب ليوم واحد نتيجة القرارات الارتجالية لمديرها ويبقى حال العديد من المؤسسات التربوية التي تعاني من هذا المشكل الذي لم يعرف له حلا لحد الآن. مشكل المطاعم الآن ليس فقط في إنجازها بل يكمن أساسا في نوعية الوجبات الغذائية المقدمة للتلاميذ ذوي الحقوق فالوجبة المقدمة الآن لا تسمن ولا تغني من جوع فالوجبة الغذائية في غالب الأحيان لا تكون حسب النمط المعمول به ويطرح هذا المشكل بحدة على مستوى المدارس المتواجدة بالبلديات والمناطق النائية فالتلاميذ يتناولون وجبة ناقصة ويكملها خبز يابس رغم الدعم الذي تقدمه الدولة للفئات المحرومة من توفير الغذاء الكامل لأبناء المناطق البعيدة. ومن جهة أخرى لم يفكر القائمون على القطاع في استبدال المدفآت التي تشتغل بالمازوت بأخرى تقلل من خطر الانفجار أو الاختناقات فيما تنعدم بأقسام أخرى التدفئة ومع اقتراب موسم الشتاء فإن المشكل يعاود نفسه مرة أخرى دون القضاء عليه نهائيا.