*إفريقيا الوسطى ليست برشلونة ومن يهللون لحاليلوزيتش سينتقدونه عند أول إخفاق. *الإرادة السياسية غائبة. *لا يجب أن نشكك في قدرات المدرب المحلي. *ماجر لاعب محترف وشخصية قوية وبإمكانه تحمل مسؤولية على رأس »الفاف«. ظاهرة كروية فريدة من نوعها وموسوعة رياضية أبدع كلاعب وتألق كمدرب ولم يترك له المجال لكي يضع بصماته على تسيير شؤون الكرة في بلادنا. صال وجال في الملاعب الفرنسية والأوروبية مع أقوى أنديتها آنذاك فريق سانتتيان الذي سجل معه 111 هدف في 274 مقابلة ونال معه بطولات وكؤوس عديدة ونال شهادة أحسن لاعب لفريق سانتتيان لكل العصور وهو أول لاعب جزائري ينال كأس العالم العسكرية بالأرجنتين تحت الألوان الفرنسية سنة 1957 وأول جزائري يلعب ويسجل في رابطة الأبطال الأوروبية موسم 1957/1958 شارك مع منتخب الديكة في أربع مقابلات ودية وفضل تلبية نداء الثورة عن المشاركة في نهائيات كأس العالم سنة 1958 مع المنتخب الفرنسي قرر رفقة زملائه من اللاعبين الجزائريين في مختلف المنتخبات والأندية الفرنسية وأسسوا فريق جبهة التحرير الوطني ولعب معه 40 مقابلة في مختلف القارات الخمس للتعريف بالقضية الجزائرية وبظلم فرنسا لشعبه واستعماره لأرضه وأن الجزائر ليست فرنسية ولن تكون أبدا وبعد الإستقلال شارك مع المنتخب الوطني لكرة القدم في 11 مقابلة وفي بداية السبعينيات من القرن الماضي تحول إلى التدريب وأشرف على المنتخب الوطني العسكري وهناك وضع لبنة الخضر وأينع كل من ماجر، بلومي، فرڤاني، عصاد، مرزقان وكويسي وسرباح وغيرهم بعد سنوات وجاءت الألقاب والإنجازات متتابعة بعد الميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية بالجزائر سنة 1975 إفتك الخضر الميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية سنة 1978 بالعاصمة والمشاركة بعد سنتين في الألعاب الأولمبية بموسكو وبعدها قاد الخضر رفقة خالف محي الدين إلى مونديال إسبانيا سنة 1982 وتألق المنتخب الجزائري هناك بفوزه على ألمانيا في مباراة تاريخية ب (2/1) وعلى منتخب الشيلي ب (3/2) وأقصي من المرور إلى الدور الأول بعد تواطؤ مفضوح بين الألمان والنمساويين مما جعل الفيفا تغير من قوانينها. درب بعدها في دول الخليج، في لبنان وتونس. رغم تجاوزه سن ال 75 سنة إلا أنه ما زال يتحدث بحرارة عن كرة القدم وعن تدهور وضعها في بلادنا. رغم إنهماكه في التحضير لأداء مناسك الحج إلا أننا استطعنا محاورته وإعادة الذكريات الجميلة معه. مرحبا بكم شيخنا رشيد مخلوفي اللاعب والمدرب والمجاهد الأكبر؟ - أهلا وسهلا بكم، كيف هي أحوال الباهية؟ بخير والحمد لله، ندعوكم لزيارتها ونريد منكم حديثا صريحا حول بعض القضايا التي تتعلق بكرة القدم بالجزائر؟ - والله أنا مشغول جدا بسبب سفري الوشيك إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج بإذن الله، قبلت دعوتكم للحديث عن كرة القدم الجزائرية في جزئياتها المتعلقة بالمدربين وأتمنى أن تؤخذ تصريحاتنا مأخذ الجد وهمنا الوحيد هو أن يعود العصر الذهبي للرياضة الجزائرية ولكرة القدم بصفة خاصة الإمكانيات موجودة والمواهب غير مفقودة، ويبقى أن نضع الرجل المناسب في مكانه ومنصبه المناسب. كثر الحديث مؤخرا عن الإطار المحلي والمدرب الأجنبي وعن قدرة هذا الأخير في تحقيق التغيير المنشود لدى الخضر؟ - جدل عقيم وحديث استهلاكي، عن أي تغيير يتحدثون لا يمكن أن تحكم على الناخب الوطني الجديد حاليلوزيتش ولا على غيره بالإيجاب أو السلب من خلال إشرافه على العارضة الفنية للمنتخب الوطني في مباراتين أو ثلاثة. لكن هناك من وصل إلى حد الحكم على الإطار المحلي بالفشل، وهناك فعلا من يرى في حاليلوزيتش بأنه الرجل المنقذ للخضر ولا مدرب قبله؟ - هذا كلام خطير ويجب على الجزائريين بمختلف مستوياتهم ومسؤولياتهم من رياضيين ممارسين، قدامى لاعبين، أو مسيرين، مدربين أو إعلاميين وأنصار أن لا يقعوا في هذا الفخ الذي قد يقضي على مسيرة مدرب أو عمل مؤطر أو سجل لاعب قدم الكثير للخضر ويجد نفسه غير مرغوب فيه بل ومشتوم. لا يجب أن نستمع للدعاة الجدد في مجال الكرة والمنظرين لها والناظرين لها من زاوية الذاتية الضيقة ونشوة الإنتصار في مقابلة ما. أستسمحكم شيخنا رشيد مخلوفي، لكن هذا كلام الشارع وحديث المقاهي وحتى الصحف؟ - الفرحة بالفوز شيء وحلم عودة الخضر إلى مستواهم المرغوب أمر جميل لكن أن نقذف المدرب الجزائري ونطعن في كفاءته فهذا غير مقبول على الإطلاق، في الحقيقة أنا لم أر مقابلة الخضر الأخيرة ضد منتخب إفريقيا الوسطى وسمعت بالفوز وكما قلت لكم سابقا يجب أن نقارن الأشياء بأخرى وأن لا نتوقف عند تعادل وفوز لنبني للجديد صرحا ذهبيا ونمحو للقديم كل إنجازاته في كل قواميس الرياضة العالمية لا يوجد تقييم نهائي أو حكم بالنجاح عن مدرب من خلال نتائج مقابلتين أبدا والله أنا مستغرب. ما سبب إستغرابكم ضيفنا؟ - ليست مقابلة واحدة معيارا للنجاح، استغربت كيف أننا وبعد المقابلة الأخيرة »شعلت النار« في المدربين المحليين وأصبحنا، نتحدث عن الفرنكو بوسني حاليلوزيتش بالساحر والفاهم ومن غيره لا شيء هذا هراء وضحك على ذقون الناس وتغليط مفضوح للرأي العام الرياضي. يجب أن نخضع للعقل وأن نترك المختصين يقومون بهذه التحاليل والتقييم، لو يلعب هذا المدرب ضد فريق برشلونة مثلا ويعمل نتيجة جيدة قد نقول ساعتها بأنه قام بعمل متميز وإنجاز جديد أما نحن لعبنا ضد إفريقيا الوسطى وربحنا (2/0) وهي نتيجة غير مرضية مقارنة بضعف المنافس والوجه الشاحب الذي ظهر به على العكس من مقابلة الذهاب في بانغي. المدرب الوطني المحلي نجح سابقا حينما كان يقود لاعبين محليين موهوبين يعرف ذهنياتهم ويحظى باحترامهم. أما اليوم تغيرت الأمور وجل اللاعبين من مزدوجي الجنسية والقادمين من أوروبا محترفين من الدرجة الثانية ومن الخليج، ألا يشعر المدرب المحلي بالحرج؟ ولنقلها بصراحة من مركب نقص عند التعامل معهم ومجاراتهم خوفا من تكتلاتهم وردود أفعالهم الجماعية؟ - المدرب الناجح من يمتلك شخصية قوية ويفرض الإحترام ولا يخاف من التكتلات لأنه يمتلك عناصر منسجمة يمكنها اللعب ولكن حينما يضرب بعرض الحائط إختيار اللاعبين ويجلب عدد محدد لدواعي أخرى غير مهنية فإنه يسقط في فخ الخوف منهم ويصبح بلا شخصية وعوض أن يقود زمام الأمور يصبح تابعا و»خضرة فوق عشاء« في وقتنا كان عندنا عددا كبيرا من المحليين القادرين على حمل الألوان الوطنية ولم نستدع من المحترفين إلا عناصر قليلة وكان دحلب ومنصوري وقريشي وغيرهم يفرحون عند قدومهم وبفضل حنكتنا وقوة شخصيتنا ووجود اللاعب المحلي البديل القادر على تعويض أي محترف منهم كانوا يخافون على أماكنهم ولم نجد أي مشكل معهم. لكن اليوم تغيرت الأمور كما قلت لأن اللاعب المحلي تم تهميشه وجلب لاعبين محترفين لا نشك في حبهم للجزائر وتقديم أفضل ما عندهم للخضر، لكن مستواهم الفني متوسط ورغم ذلك نقر لهم بتأهيل منتخبنا إلى المونديال بعد 24 سنة من الركود والجمود. في نظركم إذن لا حل إلا بالعودة إلى اللاعبين والمدربين المحليين؟ - ولماذا تصر على كلمة المحليين؟ أنا لا زلت أدافع عن الإطار المحلي الذي حقق النتائج الباهرة والإنجازات المختلفة للخضر على مر التاريخ الكروي كانت بفضل الخبرات الجزائرية من ألعاب الجزائر المتوسطية إلى سبليت ومن موسكو إلى خيخون بأحرف من ذهب، تمت كتابة الملحمة تلو الأخرى وحتى في الرياضات الأخرى لقد تألق منتخبنا الوطني لكرة اليد وسيطر قاريا لعقود من الزمن بفضل المدرب عزيز درواز الجزائري الذي أبهر العالم بطريقته في اللعب، والجزائرية الخلق والإبداع وفي الملاكمة وغيرها. أنا مع عودة الإعتبار للمدرب والإطار المحلي ولا بأس أن ندعم المنتخبات الوطنية بلاعبين جزائريين من أوروبا شريطة أن يكون القادم أحسن من اللاعب المحلي. لقد تم تكليف الثنائي فرڤاني وبلومي بالإشراف على المنتخب الوطني للمحليين، أليس هذا كافيا لرد الإعتبار لقدامى اللاعبين؟ - تعيين فرڤاني وبلومي على العارضة الفنية للمحليين أثلج صدري وأفرحني كثيرا لكن أتمنى أن لا يكون سحابة صيف عابرة ومرحلة إنتقالية للبحث عن مدرب أجنبي آخر. يجب أن يكون تعيينهما نابع عن قناعة وتمحيص للواقع، ونتيجة لحتمية الإستنجاد باللاعبين القدامى وضروة إستغلال خبرتهم ومنحهم الإشراف على مختلف المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى وتشجيعهم على القيام بالعمل القاعدي مع تكوينهم ورسكلتهم وهذا ليس عيبا لأن التكنولوجيا أصبحت متوفرة وجميل أن تمتزج الخبرة والتجربة بالعلم والمعرفة وإجازة الكان للتدريب شيء رائع تصنيف المدربين المحليين قاريا وعالميا وعلينا تشجيعهم على إجتياز مسابقاتها. لكن في كل الأحوال لا يمكن لنا أن نستغني عن الخبرات الأجنبية وخاصة تلك التي تمتلك سجلا ثريا رياضيا، هل ترون بأن الفرصة سانحة اليوم لكي تعطى المهمة إلى الإطار الأجنبي والعمل معه بدون مركب نقص؟ - يجب أن نتكلم بكل صراحة، أنا معروف بتعلقي بالإطار المحلي، ولن أحيد عن قناعتي أبدا ولازلت أدافع عن المحلي لأنه يجمع كل عوامل النجاح ويعرف كل الأمور المحيطة بالفريق ويفهم عقليات اللاعبين ويتفهم تصرفاتهم بحكم معرفته لأدق التفاصيل ولكن الإطار الأجنبي لا يفقه في ذلك شيئا وهمه العقد الذي يحميه والأموال التي يجنيها فإن كانت صرامته زائدة ينفض كل من حوله، وإن تركها سائبة تعمّ الفوضى وتغرق المركبة ولنا في بعض المدربين الأجانب من قادوا الخضر في السنوات الأخيرة أمثلة عما ذكرته الآن. أنا موافق على أن يشرف الإطار الأجنبي إن كان من الضروري إستقدامه ويكون مدربا مشهورا لا نكرة لا يعرفها أحد، على العارضة الفنية للمنتخب الوطني الأول وأن يختار من المدربين المحليين من يعمل معه مباشرة وآخرين عبر إشرافهم على مختلف المنتخبات الوطنية الأخرى كالمحليين والأولمبيين الأواسط والوصول إلى الأشبال والأصاغر وحتى الكتاكيت ويكون العمل جماعيا تكامليا وفي غضون سنوات قليلة تبزغ المواهب في المرحلة الصغرى ويتم متابعتها عبر الأصناف المختلفة إلى أن يقدم إلى الناخب الأجنبي كمنتوج قابل للإستغلال وحاليلوزيتش مدرب كفء ومن مدرسة يوغسلافية عريقة لكن يد واحدة لا تصفق ولن يستطيع تحقيق ما يريد في ظل غياب التنسيق والحوار وغياب مديرية فنية تمنهج وتنظم العمل الميداني وتكون حلقة وصل ما بين مختلف المنتخبات والأندية. ما رأيكم شيخنا لو نأتي بالإضافة إلى الناخب الوطني حاليلوزيتش بمدربين أجانب للإشراف على مختلف الأندية الجزائرية ما دامت موضة الأجنبي هي السائدة اليوم؟ - إن كانت لديك القدرة لإيصالها للقائمين على الكرة ببلادنا فأقترحها عليهم قد يتبنون طرحكم، لكن كن واثقا من أن تفكير أي مدرب أجنبي لا يتعدى جيبه وأمواله فإن نجح فهي شهرة إضافية وإن أخفق فله حقوقه كاملة، لا يمكن أن يشعر بما يشعر به مدرب آخر جزائري أبدا التدريب ليس حركات وخطط تكتيكية هو كذلك شعور وإنتماء أما عن موضة المدربين الأجانب الفاشلة في بلادنا فأنت أعلم مني لقد أصبحنا نسمع عن مدرب أرجنتيني وآخر برازيلي وثالث فرنسي ورابع بلجيكي ولم يلعبوا ولم يدربوا في بلدانهم وفشلوا طبعا في بلادنا بعد أن أخذوا الملايين بالعملة الصعبة وإختفوا وكما عندنا مهندسين وأطباء وخبراء إقتصاديين معروفين في العالم عندنا أيضا مدربين وإطارات رياضية قادرة على تحقيق النجاح إذا ما وجدت من يطلب خدماتهما ويوفر لها شروط العمل الجيد. كرتنا في إنحدار وبعد نشوة التأهل للمونديال ولعب مبارياته عدنا الى النتائج السلبية والإخفاق حتى في التأهل الى كأس إفريقيا المقبلة، ما السبب في نظركم وهل من حلول جذرية؟ - حان الأوان أن يفهم الجميع بأن فاقد الشيء لا يعطيه ومادامت دواليب الكرة يتحكم فيها غرباء عن الرياضة فلن تنجح أبدا حتى وإن جلبنا 23 لاعبا من خارج الجزائر، الإرادة السياسية غائبة وكثيرا ما تحدثنا عن ضرورة الإصغاء إلينا والى كل الغيورين عن مصلحة الوطن وعن الرياضة التي يعشقها سكانه وشبابه لكن لا حياة لمن تنادي أملنا أن يستسقبلنا فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لكي نضعه في الصورة الحقيقية ونخبره بأن عمليات الماكياج والمساحيق التي يقدم عليها المسؤولون على القطاع من حين إلى آخر بالإستنجاد بالمدرب الأجنبي وتغيير لاعبين أو ثلاثة من معسكر تدريبي إلى آخر أمور مكشوفة وأنه قد جاء الوقت لإجراء عملية جراحية لإستئصال كل الطحالب والأعشاب الضارة من مسؤولين غرباء عن الميدان الرياضي، لدينا مبادرة كلاعبين قدماء ومدربين وسوف نقدهما لفخامة الرئيس ولا نريد لا مناصب ولا إمتيازات فأصغرنا عمره 75 سنة ولا ينقصنا شيء لكن حبنا للكرة التي تسري في عروقنا وخوفنا على الأجيال القادمة ومحو الذاكرة الرياضية للجزائرين من الشباب جعلنا نعمل على تصحيح الأوضاع وقول كلمة حق لا نريد بها باطلا . ماجر ينوي الترشح لرئاسة الفاف، ما تعليقكم ؟ - ماجر لاعب محترف ومدرب قوي الشخصية وله خبرة كبيرة وله مكانة تقديم الإضافة وهو ابن القطاع الرياضي تدرج من الفئات الصغرى إلى أن أبدع في ملاعب العالم لكنه لن يحقق أهدافه بمفرده وعليه أن يعمل مع عدد من المدربين المحليين واللاعبين القدامى وأن يبعد الإنتهازيين هذا إذا نجح طبعا ولا أشك في ذلك؟ لماذا لا تظن نجاح شخصية مرموقة ورياضي معروف مثل رابح ماجر لرئاسة الفاف؟ - (يضحك) ؟أنت في كل مرة تصر على أن أحدثك بصراحة، نعم لن ينجح ماجر ولا غيره من الرياضيين الحقيقيين لأن الأمور في الفاف مخيطه على المقاس والمنتسبين إلى الجمعية العامة والمكتب الفيدرالي لا يتحصلون على العضوية إلا بشرط الطاعة والولاء ولو يأتي رئيس الجمهورية فلن ينجح في الوصول إلى كرسي الفاف (هذا تعبير مجازي طبعا) ثلاثة أرباع أعضاء الفاف لم يمارسوا الكرة في حياتهم لا كلاعبين ولا كمدربين ولا كمسيرين دخلوا في زمن الفوضى ومكنتهم »الشكارة« من شغل مناصب لا يحملون بها وإلى حد الآن يتعقدون من ماضيهم غير الرياضي ومن سيرتهم الذاتية الفارغة لنتحدث عن أوجاع أخرى أكثر ألما ربما من واقع الخضر، جيلكم لا يعرفه الكثير من الشباب الجزائري حاليا، لمن تعود مسؤولية إنقطاع حبل التواصل ما بين مختلف الأجيال الرياضية ؟ - حبل التواصل مفقود والمتسبب الرئيسي من يحكمون القطاع الرياضي في بلادنا ومن يتحكمون في زمام أمور الكرة المستديرة عندنا، كيف لنا أن نلوم شابا في العشرين من عمره عن عدم معرفة فريق جبهة التحرير إبان الثورة وهو لا يعرف أصلا حتى جيل ماجر وبلومي ومونديال إسبانيا في سنة 1982، التهميش الذي أطال الإطارات الرياضية السابقة والإقصاء المبرمج للكفاءات والقدرات الموجودة وإبعاد اللاعبين القدامى عن الأندية كلها أمور مضبوطة لكي يرتاح الدخلاء في تسيير شؤون الأندية والنتيجة يعرفها الجميع كوارث ومهازل وصراعات على مدار الموسم. كما أن للإعلام دور كبير في هذا النسيان وخاصة الوسائل الإعلامية العمومية الثقيلة التي لا تتحدث في برامجها الرياضية عن الأجيال الرياضية السابقة إلا في المناسبات القليلة ولبعض الدقائق أين هي الروبورتاجات والمقابلات الشهيرة، شبابنا يجتهد بعضهم لمعرفة تاريخنا الكروي من خلال جمع المعلومات بصفة شخصية وجعلها على مواقع التواصل الإجتماعي وطبع أشرطة مضغوطة (سي دي يات) لمونديال إسبانيا والمكسيك والمقابلات الخضر المختلفة وتباع في الأسواق اليومية، لماذا لا تقوم التلفزة ببث المباريات القديمة وتعريف الجمهور الجزائري بما قدمه أسلافهم وتضحياتهم... الخ ؟ مادمتم تتحدثون عن التضحيات نريدأن نعود بكم إلى فترة الخمسينيات من القرن الماضي وإلى تألقكم كلاعب مع نادي سان تتيان الكبير آنذاك، كيف تمت دعوتكم لتقمص ألوان نادي ريال مدريد الإسباني؟ - بقد جاء رئيس الفريق إلى تونس لمقابلتي وكان ذلك بعد هروبنا من فرنسا حيث لبينا نداء الثورة والوطن وسمحنا في مشوارنا الكروي وتركت المنتخب الفرنسي الأول ورفضت المشاركة معه في نهائيات كأس العام 1958 بالسويد من أجل بلادنا رفقة 20 لاعبا من الجزائريين من خيرة اللاعبين في المنتخبات والأندية الفرنسية، وفي معرض حديثه عن نادي ريال مدريد أخبرني بأنه يتوجب علي الموافقة لأنه أكبر نادي في العالم فأجبته ليس بعد فأنتم من تحتاجون لخدماتي وأنا أيضا أفضل لاعب في العالم ومهمتي الآن لا تسمح لي بالإلتحاق بفريقكم ولم يفهم أي شيء رفضت ريال مدريد لأنني كنت مع زملائي في بداية تأسيسنا لفريق جبهة التحرير الوطني وكنا نلعب في ميادين جديدة للتعريف بعدالة بقضيتنا وفضح الإستعمارالفرنسي وكنا نجاهد في الملاعب العالمية وحقق فريق جبهة التحرير نتائج مذهلة وغلب أقوى الفرق آنذاك كروسيا ويوغسلافيا (سابقا) وتونس . عند هروبنا من معسكر المنتخب الفرنسي الذي كان يحضر لكأس العالم بالسويد كما ذكرت وكنا 6 لاعبين جزائريين ادعت فرنسا بأننا تعرضنا لتهديد من قبل المجاهدين (الفلاقة كما تسمينا فرنسا) وأصدرت الفيفا بيانا تمنع فيه المنتخبات الوطنية المنضوية تحت لوائها بعدم اللعب معنا حتى ولو كان لقاء وديا، لكن لعبنا تحت ألوان فريق جبهة التحرير وحملنا العلم الجزائري ونحن تحت وطأة الإستعمار في عشرات الملاعب وكانت دول المعسكر الشرقي تدعم قضايا التحرير في العالم ولعبنا ضد منتخباتها وفزنا على أغلبها. وماذا عن مشاركتكم في رابطة الأبطال الأوروبية وكأس العالم العسكرية؟ - أنا أول جزائري يشارك ويسجل في رابطة الأبطال الأ وروبية في نسختها الثانية موسم (1958/1957) مع نادي سانتتيان وكان ذلك بعد فوزنا بلقب بطولة فرنسا وسجلت هدفا ضد فريق غلاسكو رانجيرس الأسكتلندي بعد خسارتنا ب 3 مقابل واحد وفزت بكأس العالم العسكرية مع المنتخب الفرنسي بالأرجنتين سنة 1957 وبعد الإستقلال عدت إلى فريق سانتتيان ولعبت معه لأكثر من 8 سنوات بعد توقف دام ستة أعوام بسبب الحرب التحريرية والحمد لله نجحنا رياضيا وحررنا بلادنا ونحن نتنعم بخيراتها ونستنشق هواء حريتها فلنحافظ عليها . كلمة أخيرة شيخنا لقد أرهقناك بأسئلتنا؟ - لا أبدا، حواركم ممتع وصريح وبعد عودتي من أداء مناسك الحج سوف أزوركم في مقر جريدة الجمهورية بحول الله تعالى . تحياتي إلى كل الرياضيين والأنصار وإلى أهلنا بالباهية والسلام.