يعود ركن " بيت الترجمة" بعد غياب قرابة السنة ...نعود بعد أن كثفنا جهودنا في تأسيس الجمعية الجزائرية للدراسات الترجمية، التي هي الآن قيد الاعتماد على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية. وفي هذا العدد سنفسح المجال لحوار في الترجمة بين مختصين ..محاولين الإلمام بجوانب تخص الترجمة عموما والترجمة في الجزائر على وجه الخصوص، الترجمة تطبيقا وتنظيرا...الترجمة وتعليميتها ، وما هي السبل للنهوض بهذا القطاع المهم والجزائر في محاولة لفك طلسم التباعد عن الآخر. وقد اخترنا في هذا العدد الأستاذة المترجمة حياة سيفي للحديث عن تجربتها البحثية والتعليمية. الأستاذة حياة سيفي، متزوجة، مولودة في عام 1989 بمستغانم، مسجلة سنة رابعة دكتوراه ،جامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان ، متحصلة على الماجستير في الترجمة (2014)،تخصص تعليمية اللغات و المصطلحاتية عنوان المذكرة : " إشكالية ترجمة المصطلح النقدي المعاصر" ، متحصلة على شهادة الليسانس في الترجمة،تخصّص ترجمة فرنسي، عربي،انجليزي من جامعة تلمسان، دفعة 2011 ،.متحصلة على شهادة البكالوريا في الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2008.هي الآن أستاذة مساعدة ،صنف (أ)،جامعة تلمسان تخصص ترجمة فرنسي/ عربي وعربي/فرنسي، كما لها علاقة بالمصطلحية وتعليمية الترجمة.شاركت في العديد من الملتقيات العلمية الوطنية والدولية في مختلف التخصصات الترجمة الأدبية والعلمية والإشراف على رسائل الماستر في التراث والسياحة المصطلحية. اختيارها للترجمة كان نابعا من حبها لكل ما هو أدب ولغات ، ذلك الانتقال من ثقافة إلى أخرى، إنها النافذة التي نفتحها لنستنير بالآخر،مكانة الترجمة جعلتها تستقطبها بالرغم من أنها كانت متفوقة في المواد العلمية، حيث قالت إن هذا التفوق خلق لها بعض المضايقات ، فالغالب على العقلية الجزائرية للأسف أن الشعب العلمية تستحق العناء والدراسة مقارنة بالتخصصات الأدبية وهذا سبب من أسباب تخلفنا لأننا لا نعطي للأشياء قيمتها الحقيقية.فالمجتمع الجزائري كان وما يزال يزدري كلما ما هو علوم إنسانية ...ويعير الاهتمام كله للعلوم الدقيقة للأسف ... بعد مرور مدة ليست قليلة،وبعد تمرسها في حقول الترجمة تكوينا و نظرية وممارسة وتعليما، أوضحت حياة سيفي أن الترجمة أصبحت تعيش واقعا مُرّا تعيشه كيف لا؟ ، و هي مقذوفة تتلاوح بين الكليات من يتباناها (أصبحت مجرد مقياس يدرس لطلبة اللغات الأجنبية وسيلة لتعلم مصطلحات جديدة) ، عذرا هي ليست لقيطة هي وليدة الحضارة وبنتها ورفيقتها المدللة هي رسالة الآخر هي مكسب اقتصادي .......هي الكل في الكل اصنع لها مكانا أولا ثم ابحث عن كيفية تدريسها.نحن لا نفتقر للكفاءات نفتقد الأرضية التي يسير عليها هؤلاء يكفينا أن نرجع إلى كتاب الترجمة في الجزائر أثناء الاحتلال لمحمد الصالح بكوش لندرك كيف اعتنى المستعمر بالترجمة كيف كون مترجمين للتعرف على تراثنا أتراه لا يعرف الترجمة هذا مجرد مثال بسيط كثرة الإصلاحات زعزع استقرارها تخصص نظام كلاسيكي ثم " أل أم دي " ثم لالغاء ثم ليسانس مدمج ثم لا أدري أين؟؟؟؟.... كما تحدثت حياة سيفي عن المسألة الأخرى المتعلقة بالدخلاء على الترجمة ، متسائلة كيف لشخص ليس من أهل التخصص أن يدافع عنها ويفكر في ترسيخها .؟. أما بالنسبة لمناهج تدريسها فهي ترى أن التركيز على الجانب النظري في إغفال تام للجانب التطبيقي إغفال تام للتخصص داخل التخصص إغفال تام لمتطلبات سوق العمل، فهي لست ضد تدريس نظريات الترجمة تقنياتها و مناهجها لكن ليس على حساب الممارسة تكوين مترجميين أكاديميين (أساتذة ترجمة،تشجيع البحوث المتعلقة بالدراسات الترجمية) ومترجمين مهنيين عقد شراكة مع مختلف الشركات ومكاتب الترجمة الكل حسب تخصصه خلق تكافئ يتماشى و سوق العمل لابأس أن تكون السنة الأولى والثانية لتدريس اللغات والنظريات والتقنيات والمصطلحية ولغات التخصص ثم ننتقل إلى التطبيق الميداني لهذه المكتسبات من خلال ورشات عمل ودورات تكوينية في كل القطاعات. حياة سيفي التي هي بصدد تحضير دكتوراه تحت عنوان " المترجم وصعوبات تهجئة اسم العلم في الوثائق الإدارية وغيرها " قالت إنه حان الوقت لضبط التحولات الاسمية الجزائرية وقضية التعريب خاصة ما تعلق بالانثروبونيمية الجزائرية والانتقال من الحرف اللاتيني إلى الحرف العربي والتقليل من وقع الأخطاء. باختصار ترجع الترجمة لتفرض نفسها في كل الحقول.ونصيحتها للباحثين الإيمان بقدراتهم الدفاع عن اختياراتهم العلمية إعطاء البحث حقه من الأمانة العلمية العطاء في سبيل العلم لا تنتظر المقابل.. أنت باحث أن تتحمل رسالة سامية لا تتأثر بالأفكار السلبية نعم تنقصنا أشياء نفتقر ربما للعناية لكنى يجب أن نواصل ويجب أن نحقق أهدافنا المسطرة. وبخصوص تقييمها للجامعة الجزائرية ؟ولماذا هذا التأخر عن ركب الجامعات العالمية؟وحتى العربية ؟ كشفت حياة سيفي أن ترتيب الجامعة ضمن مصاف الجامعات الأخيرة مرده ليس لنقص الكفاءات والهياكل بل لكيفية التعامل مع البحوث ، نحن لا نعرف تسويق بحوثنا و جهودنا لانعرف الاستثمار في العلم نفتقد التخطيط، تركنا الأمور تنفلت لينقض عليها من شعاره تدمير النخبة تغليب فكرة الجهل الاهتمام بالتفاهات ،مسألة التعليم تبدأ من الأطوار الأولى ما حصل خير دليل الجامعة المحطة الأخيرة لابد لتخطيط بعيد المدى ومتكامل الطارح لقته الأستاذ،الطالب،العلم.