انتظروني في الجزء الثاني من مسلسل " الخاوة " أكد الفنان عبد النور شلوش على أهمية الصناعة السينمائية ودورها في بناء دولة حديثة ثقافيا وسياحيا، داعيا إلى ضرورة استغلال المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الجزائر في هذا المجال لاستقطاب الأجانب، لاسيما منطقة الصحراء التي تتوفر على شروط تقنية مناسبة ، كما كشف عبد النور شلوش الذي التقنياه بولاية البيض على هامش أيام الفيلم القصير أنه يميل أكثر إلى تقمص الشخصيات التاريخية و الاجتماعية التي تحمل طرحا قويا ومقنعا، موضحا أنه يعكف حاليا على تصوير الجزء الثاني من مسلسل " الخاوة "، إلى جانب تصرحات أخرى تابعوها في الحوار التالي: ما هو تقييمك لأيام الفيلم القصير الذي احتضنته البيض منذ أيام ؟ أيام الفيلم القصير كانت مناسبة لجمع الفنانين، وفرصة لاكتشاف المواهب الشابة في مجال الإخراج السينمائي، علما أن مخرجي العالم بدأوا مسيرتهم الفنية مع الفيلم القصير، حتى صناع السينما الأمريكية والفرنسية، وحتى رواد السينما العربية، إذ يستحيل على المخرج المبتدئ الشروع في إخراج فيلم طويل دون المرور عل هذه المرحلة ، ومن ثمّ يقوم بتعزيز تجربته بالدراسة و تعلم التقنيات السينمائية الصحيحة . ما تعليقك حول مشروع القرية السينمائية بولاية البيض ؟ سمعت بمشروع انجاز قرية سينمائية وهذا شيء جميل، أتمنى أن يجسد قريبا على أرض الواقع، على أمل أن توسع هذه المشاريع الثقافية والسياحية الهامة بمدينة بوسعادة و بشار بتاغيت التي تتوفر على شروط تقنية مناسبة جدا ، خصوصا أن منطقة الصحراء تعطينا مجالا واسعا في الإبداع، على غرار الإضاءة التي تغني المخرج عن استيراد أجهزة خاصة بهذا الجانب التقني . فمثلا ديكور خيمة واحة بريزينة أعادني إلى أول عمل شاركت فيه، وهو مسلسل " زينة " الذي لقي نجاحا كبيرا سنة 1979 ، حينها عمري لم يكن يتجاوز 24 سنة، حيث كان لي شرف التعامل مع المخرج بلحاج الذي وضع ثقته فيّ، و أذكر أن التلفزيون الجزائري كان رائدا في تقديم العمل التاريخي الذي يعتمد على الخيال، وهو أول مسلسل جزائري يعرض في الخارج. ما هي الشخصيات التي تميل إلى تقمصها في أعمالك الفنية ؟ أميل أكثر إلى الأعمال التاريخية، لأنه في بعض الأحيان نستنتجد بالتاريخ لطرد ما يسمى برداءة العصر، لكن إذا كان هناك مسلسل اجتماعي ذو طرح قوي و مقنع، ومضمونه يرقى إلى المسلسلات العالمية فلم لا ..؟ . كيف تقيمون واقع السينما الجزائرية ؟ في بلادنا لا يعطونا أهمية كبيرة للإنتاج الفني، والثقافي بصفة عامة، إذ يعتقدون أنه ليس من الأولويات، رغم أنه علم كالبحث العلمي، فالصناعة السينمائية والفنية والثقافية هي التي تبنى عليها أسس الدول الحديثة القوية، ومع أن الجزائر تزخر بالكثير، وتتسم بديكور طبيعي خلاب، إلا أننا للأسف لم نستغل هذه الميزة، ولم نفكر يوما في بناء مركبات ذات طابع سينمائي الهدف منه استقطاب السياح، لحد الآن لم يقرروا إنشاء ما يسمى بالصناعة السينمائية والثقافية ،حتى أن الكتاب نفسه أصبح صناعة يدرّ الكثير من الأرباح ،إلى جانب الميدان السمعي البصري وكل ما له علاقة بالمسلسلات و الأفلام ، وما يمكن قوله باختصار إن ممارسة الفن في الجزائر في حد ذاته معاناة، بسبب عدم الاهتمام بهذا القطاع . ما هو جديدك الفني ؟ أعكف حاليا على تصوير الجزء الثاني من المسلسل الدرامي " الخاوة" رفقة كوكبة مميزة من الممثلين الجزائريين، إلى جانب فيلم وثائقي جديد.